تحت وطأة الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهتها الأوساط السياسية والشعبية الإسرائيلية لتقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون اليهودي من جنوب إفريقيا، وجد الأخير نفسه مجبرا على الدفاع عن نفسه وتبيان دوافعه لقبول المهمة. جاء رد غولدستون في مقالة له نشرتها صحيفة "الجيروسالم بوست" الإسرائيلية وتناقلتها الصحافة العالمية تحت عنوان "إسرائيل فوتت الفرصة". يقول غولدستون: " خمسة أسابيع قد مرت منذ صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث غزة، ولم يحاول أي من منتقديه أن يفهم فحوى التقرير. وقد لاقى التقرير تأييدا مطلقا ممن يعتقدون أنه يخدم مصالحهم، وفي المقابل لاقى رفضا ممن يتعارض مع وجهات نظرهم. ويعبر المعارضون عن رفضهم للتقرير بتوجيه انتقادات لاذعة لشخص مؤلف التقرير ودوافعه، أما المؤيدون فيمتدحون المؤلف ويشيدون بسمعته الطيبة. الناطقون باسم الحكومة الإسرائيلية ومؤيدوهم وجهوا انتقادات لاذعة ومسيئة جدا للتقرير ولمشاركتي في اللجنة. وقد حان الوقت للتأمل في فحوى التقرير وردود الفعل الإسرائيلية تجاهه". ويضيف غولدستون: "سأتحدث بداية عن دوافعي لقبول المهمة كيهودي طالما ساندت دولة إسرائيل وشعبها طيلة حياتي. على مدى عشرين سنة مضت، حققت في انتهاكات القانون الدولي في بلادي جنوب أفريقيا، وفي يوغسلافيا السابقة، وفي رواندا، وكذلك في الاختلاسات المزعومة من قبل حكومات وقادة سياسيين في عدة بلدان في موضوع النفط مقابل الغذاء في العراق. تلك المزاعم طالت المستوى السياسي الأول في بعض الدول." ويستطرد قائلا: "لو أنني لم أقبل بطلب الأممالمتحدة للتحقيق في جرائم الحرب التي تتهم بها إسرائيل وحماس أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية "الرصاص المصبوب"، لكان ذلك مناقضا لمبادئي وقناعاتي. كوني يهودي، جعلني أشعر بضرورة القيام بالمهمة أكثر من غير وليس أقل. وتثبت الوثائق أنني اشترطت لقاء تولي المهمة تفويضا بأن أجري تحقيقا نزيها مع الطرفين وقد سعيت للقيام بذلك." ثم يصل غولدستون في مقالته إلى القول بأن "إسرائيل فوتت فرصة ذهبية لتستمع إليها اللجنة الدولية بإنصاف. بالطبع كنت مدركا للمعاملة غير المنصفة من قبل الأممالمتحدة تجاه إسرائيل وخصوصا مجلس حقوق الإنسان."