إذا كنت من متابعي الصحف الالكترونية، فإن عليك معرفة مواقيت الصلاة في أماكن إصدار هذه الصحف، حتى لا تنتظر طويلاً قبل أن تظهر الصحيفة على شاشة جهازك، ذلك ما ابتدعته أخيراً صحيفة «عين حائل» الالكترونية. ويبرر أحد مسؤولي الصحيفة أحمد الحسن إجراءهم الجديد بإغلاق الصحيفة بأنه «من باب تعظيم الصلاة، وتبيان لأهميتها»، مستدلاً بثمانية آيات وأحاديث لأهمية الصلاة في الإسلام. وأضاف «لأهمية الصلاة وأدائها في وقتها والحفاظ على ذلك، فقد قررت إدارة الموقع وللمرة الأولى على مستوى العالم الالكتروني أن يتم إقفال الموقع (صحيفة عين حائل) أثناء وقت الصلاة، حسب التوقيت المحلي لمدينه حائل، ويستمر إغلاقه مدة 20 دقيقة لكل صلاة من الصلوات الخمس، وتظهر في وقت الإغلاق ما يدل على الإغلاق للصلاة. ويعمل الموقع بشكل اعتيادي لحين وقت الصلاة حسب توقيت حائل، بعدها يتفاجأ المتصفح للموقع بإغلاق الشاشة الرئيسة، واستبدالها بعداد تنازلي حتى انتهاء الصلاة، يتزامن معه صوت الأذان، ليعود بعدها الموقع لتقديم أخباره من جديد لمتصفحيه. وتباينت آراء زوار الموقع بخطوة إدارته، فرآها بعضهم «خطوة مباركة»، ومبادرة إيمانية، باعتبارها حثاً للقراء على الصلاة، ووسيلة دعوية، مطالبين جميع المواقع الاحتذاء بخطوتهم، ووصل الثناء من خارج السعودية، وقال أحد القطريين إنه لما علم بخطوة الموقع، فإنه «رغب في شكرهم». ولم تخل ردة فعل بعض القراء من التهكم، إذ رأى بعضهم أنه يتوجب بناء على ذلك أن يكون موقع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أول المغلقين وقت الصلاة، بينما تعجب أحدهم من إغلاق الموقع، حتى منتصف الليل، بدعوى الصلاة لفارق التوقيت بين مدينته ومدينة حائل. لكن عدداً من زوار الموقع لم ترق لهم الفكرة. وقال أحد زواره الكويتيين: «أنا من أهل الكويت ووقت الصلاة يختلف، فلماذا تغلقوه عني وقت صلاتكم»، وشن أحد القراء نقداً واسعاً على القائمين على الموقع، وقال: «أرى أنكم ابتدعتم بدعة لا تتوافق مع روح وتعاليم الدين، وأرى أن هذه الخطوة تدعم خطوات غلو مماثلة»، وأضاف «نحن نعلم أن الرسول الكريم حذر من الغلو في الدين، وحذر من البدع حتى في الدين»، وتساءل: «هل نغلق إشارات المرور وقت الصلاة، ونسحب الناس من سياراتهم أو نلاحقهم؟»، في حين اكتفى أحدهم بوصف الخطوة بأنها «حادثة غريبة»، وتوقع آخرون أن يكون القرار خطاً يقطع الدعوات المتكررة لفتح المحال وقت الصلاة. يشار إلى أن جدلاً تشهده المملكة بسبب اغلاق المحال التجارية أوقات الصلاة، ومعلوم ان هذه المهمة أوكل تنفيذها ومتابعتها إلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي بدورها توجه إنذارات شفوية وكتابية للمحال التي لا تغلق، وقد يتطور إلى استدعاء مالك المحل إذا تكرر فتحه للمحال وقت الصلاة، وإلغاء عقود الأجانب فيه وتسفيرهم.