أصدر المكتب الإقليمي التابع لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أمس دليلا مؤقتا حول التدبير السريري لوباء أنفلونزا الخنازير. واستعرض الدليل التوصيات المقدمة لدول الإقليم حول التدبير السريري للحالات البشرية المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير. وقال الدليل : إن جائحة الأنفلونزا في إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية أدت إلى ضرورة أن تقر وتنفذ السلطات الصحية في الإقليم ولاسيما مرافق الرعاية الصحية بروتوكولا علاجيا معياريا للتدبير العلاجي للمرضى المصابين بعدوى جائحة أنفلونزا 2009 لفيروس الأنفلونزا وتمثل معالجة الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس نظرا لنقص المعارف المتاحة حول المظاهر السريرية المتعددة للمرض وفي نفس الوقت، يتغيّر فهم المجتمع الطبي للمرض مما يؤدي إلى تحسن ممارسات التدبير العلاجي للجائحة والبينات السريرية التي بدأت في الظهور أوضحت أن الممارسات العلاجية المثالية إذا طبقت على وجه صحيح وفي وقت مناسب يمكن أن تؤدي إلى خفض الوفيات الناجمة عن الجائحة الحالية. ومن المتوقع أن يساعد هذا الدليل المؤقت الدول الأعضاء في الإقليم على توحيد بروتوكولات التدبير السريري للجائحة والمأمول أن يستفاد من هذا الدليل في مواقع الرعاية الصحية فقط، سواء على المستوى الأولي أو الثانوي أو الثالثي. كما يمكن الاستفادة من الخوارزمية المقترحة في الدليل (المخطط العلاجي) كشجرة لاتخاذ القرار من قبل الإكلينيكيين في معالجة المرضى سواء المشتبه في إصابتهم، أو المؤكد إصابتهم بفيروس مرض أنفلونزا الخنازير. وسيجري مراجعة الدليل المؤقت وتحديثه كلما استجدت معلومات حديثة حول المظاهر السريرية للمرض، وكذلك كلما توفرت سمات فيروسية ووبائية جديدة، وحتى تزداد البينات الحالية لفعالية الدليل الحالي في التدبير السريري. وكانت وزارة التربية والتعليم وضعت مؤخرا إجراءات احترازية تمنع تفشي المرض بين الطلبة في المدارس خلال عامهم الدراسي بالتعاون مع وزارة الصحة، وأتت هذه الإجراءات على شكل اتفاقية تمت بين الوزارتين. وتضمنت بنود الاتفاقية التي وقعت بين الوزارتين تعليق الدراسة في حالتين الأولى إذا لوحظ أن كثيرا من الطلبة يعانون من ارتفاع في درجة الحرارة وهم في المدرسة بالرغم من اتخاذ كل الاحتياطات الوقائية وبذلك لم يكن في الإمكان أن يتم الاستمرار في العمل المعتاد بالمدرسة فيما الحالة الثانية وتمت تسمية هذه الحالة ب "التعليق الاستباقي" والتي تهدف للمساهمة في التقليل من انتشار فيروس الأنفلونزا وهذا الأسلوب ينصح به عندما يسبب فيروس الأنفلونزا حالات مرضية شديدة في جزء واضح من الفئات المصابة به، ويتم إقفال المدرسة لمدة سبعة أيام إذا بلغت نسبة الطلاب الذين ظهرت عليهم أعراض الأنفلونزا 10% بحد أقصى من طلاب المدرسة خلال الأسبوع الواحد، وكذلك إذا بلغت نسبة الطلاب الذين تغيبوا عن الدراسة 10% من طلاب المدرسة بسبب الأنفلونزا خلال الأسبوع الواحد. وإذا بلغت نسبة الطلاب الذين لديهم أعراض الأنفلونزا أو تغيبوا بسببها 10% بحد أقصى خلال الأسبوع الواحد. ومن بين البنود أيضا إغلاق المدرسة بشكل تام إذا حصلت وفاة لأحد طلبتها بسبب مرض الأنفلونزا، أو إذا ادخل اثنان من طلبتها للعناية المركزة بسبب مرض الأنفلونزا. وشددت أحد البنود على أي طالب تظهر عليه أعراض المرض يوصى بإلباسه كمّاما وعزله في غرفة للعزل بالمدرسة إلى أن يتم عزله بالمستشفى أو بالمنزل حسب حالته الصحية. وحول السياسة المدرسية تجاه المرض أعط احد البنود الضوء الأخضر للإدارة المدرسية بإلزام الطالبة والعاملين فيها بالبقاء في المنزل عندما تبدو عليهم أعراض الأنفلونزا حتى يمضي عليهم 24 ساعة بعد انتهاء الأعراض والحرارة من دون استخدام خافضات الحرارة، وعزل الطلبة والمعلمين الذين يعاون من أعراض الأنفلونزا أو الالتهابات التنفسية في غرفة تخصص لذلك بالمدرسة حتى يأتي أولياء أمورهم لأخذهم لمنازلهم. والتأكيد على جميع الطلبة والعاملين بإتباع طرق الوقاية من الأنفلونزا خصوصاً البقاء في المنزل عند الشعور بالمرض والمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون كلما أمكن، وتغطية الأنف والفم بالمنديل عند الكحة أو العطس. وأنه يجب مراعاة تنظيف الأماكن وأسطح الأشياء التي يعتاد الطلبة والعاملون ملامستها بالمنظفات المعتادة ولا يلزم استخدام منظفات أقوى أو معقمات. وفي حال توسع تفشي المرض فإن على المدارس أن تقوم بفحص حرارة الطلبة والمعلمين وملاحظة أعراض الأنفلونزا عليهم عند الدخول للمدرسة في الصباح وعزل المرضى في غرفة تخصص لذلك بالمدرسة وإرسالهم لمنازلهم بأسرع ما يمكن ويجب ملاحظة بقية الطلبة والعاملين طوال اليوم الدراسي لاكتشاف من يظهر عليه المرض، مع وجوب مناقشة المعرضين لمخاطر الأنفلونزا من الطلبة والمعلمين أطباءهم عن جدوى البقاء في المنزل عند ظهور حالات أنفلونزا كثيرة في المجتمع.