عبر عدد من سيدات جدة عن افتقادهم لمذاق العيد القديم، بعد أن طغت العصرية التي أدت إلى ضياع كثير من المظاهر والعادات السابقة الأصيلة، مثل التزاور والعيدية وتوزيع الحلوى وغيرها، كما اختفت معها أيضاً الألعاب الشعبية من مراجيح وأهازيج وألعاب متنوعة كانت سائدة فيما مضى وحلت بدلاً عنها تلك الألعاب الكهربائية المتطورة.. وطالبن بالاستعانة بمختصين من أجل إحياء تراث الآباء والأجداد في المناسبات الكبرى، وتخصيص أماكن للاحتفال بها على الطريقة التراثية. العيدية والمراجيح تتساءل مريم صالح: لماذا لا تعود الألعاب التي كانت معروفة فيما مضى، وتأمل في استرجاعها والحفاظ عليها من الضياع.. وتقول: حينما كنا أطفالاً صغارا كنا نستيقظ فجر العيد فرحين مهللين وبعد أداء صلاة العيد في المشهد مع الأسرة نعود إلى المنزل لتناول الإفطار مع كبار السن منا الذين كانوا يمنحوننا “العيدية” والتي كانت لا تتجاوز بعض نقود معدنية بعد ذلك ينصرف الكبار من الرجال لزيارة المنازل والجيران بينما نذهب نحن إلى الساحات العامة لممارسة اللعب مع الصديقات والأقران، حيث نطوف بعربات تجرها الخيول والحمير والبغال كذلك اللعب بالمراجيح الخشبية القديمة ومزاولة بعض الألعاب الشعبية الشهيرة حينذاك. أما في الوقت الراهن فقد اختفت تلك المظاهر التراثية الجميلة وحلت بدلاً عنها مستجدات أخرى مثل الألعاب الألكترونية والكهربائية والمطاعم الفاخرة وخوفاً من اندثار واختفاء تلك المظاهر الرائعة القديمة آمل من المعنيين بالتراث إعادة إحياء تلك المظاهر التراثية الجميلة بإنشاء ساحات في كل الأحياء وهو مطلب مهم. إعادة التراث وتطالب كل من ريهام بايونس ورقية أسعد بضرورة إعادة إحياء تراث العيد القديم بإنشاء ساحات عامة في كل حي من أحياء مدينة جدة تقام فيه ألعاب شعبية قديمة ويتم الاستعانة بأخصائيين في التراث وهذا أمر مهم جداً للحفاظ على تراث العيد من الضياع وحتى يتمكن أجيالنا من التعرف على المظاهر القديمة للعيد. كما تطالبان بسرعة إنشاء متحف خاص يجمع كل فنون العيد القديمة بداخله مثل الصور القديمة ومجسمات الألعاب ويكون هذا المتحف مرجعاً لكل من يود التعرف على التراث القديم للعيد في هذا البلد. ومن جهة ثانية قالت مرفت متولي إنها تعرف بلداناً عربية زارتها وهي لازالت تحافظ على تراث العيد القديم من الضياع ففي الأردن وسوريا ومصر ولبنان واليمن والكويت وبقية دول الخليج العربي مثلاً لازالوا يحافظون على التراث والمنهج التراثي للأعياد على أعلى مستويات ويعتزون به وآمل كذلك أن يهتم المختصون لدينا بإحياء تراث العيد القديم بإنشاء ساحات عامة تقام فيها كافة مظاهر الأعياد السابقة حتى يتعرف عليها الجيل الحالي وهذا أمر مهم للغاية.