رغم أن فرحة العيد تعني الأهل والجَمعة، إلا أن هناك سيدات حرمتهن ظروف العمل ومقتضيات الواجب الوطني من قضاء العيد مع ذويهن، وهن بعض من تستوجب مهامهن ان يظلن على رأس العمل دون التمتع بإجازة. “المدينة” تحدثت مع بعض السيدات اللواتي يعملن في عيد الفطر، ليشرحن شعورهن، وكيف يتفاعلن مع فرحة العيد، مع تحملهن للمسؤولية في ذات الوقت. حاجة العمل تقول الدكتورة راوية أحمد، طبيبة عامة في أحد المستشفيات بجدة: لم أحصل على اجازة هذا العام لرغبتي في التكليف والبقاء فترة العيد لأي طارئ، فعملي كطبيبة يقتضي التواجد في أوقات قد يعتبرها البعض صعبة للعمل فيها كالأعياد أو الإجازات، لكن حبي لعملي يجعلني لا أشعر بأي امتعاض خاصة انني من خلال موقعي احاول ان اخفف من معاناة أي مريض يمكن ان يكون محروما من الفرحة بسبب آلام المرض. الربح يعوض عبير العساف، صاحبة أحد محلات التجميل في جدة، تقول: نحن نعمل في جميع الأوقات وعلى العكس يزداد العمل لدينا في اوقات الاعياد والاجازات بسبب كثرة المناسبات، فالعيد يعتبر باب رزق وفير ينفتح لنا. وتضيف: صحيح اننا نفقد فرحة التجمع مع الاهل والابناء لكننا عندما نرى المردود الكبير العائد من وراء العمل ليلة العيد ويومه يعود لدينا الاحساس بالفرحة والشعور بحلاوة التعب. فرحة الآخرين وتقول عاملة في أحد اكبر محلات الترفيه في جدة سناء أحمد: كثيرا ما نتمنى ان نكون مع أسرتنا نشاطرهم فرحة العيد والتجمع، ولكن مجال عملنا هنا يجعلنا نشعر اننا لم نفقد هذا الشعور، خاصة انه بإمكاننا دعوة اهالينا للتجمع في المكان، ونحظى بفرصة رؤيتهم وادخال السعادة على قلوبهم الى جانب القيام بواجبات العمل الأخرى. وتضيف: عن نفسي لا أشعر أبدا انني فقدت الكثير بسبب عملي في العيد، على العكس تماما، فأكثر الأوقات التي اشعر فيها بطعم العيد هي اوقات العمل، وقد يكون السبب طبيعة المكان التي تؤهل للشعور بالابتهاج والاحساس بطعم العيد وسعادته. ابتسامة طفل ريماس البادي زميلة لها أيضا تقول: بمجرد ما أن أرى طفلا يبتسم أشعر ان هذا هو العيد. قد نحرم من التجمع مع الأهل ورؤيتهم أيام العيد، لكن الشعور بأنني أحد أسباب تجمع المئات من الأسر ورؤيتهم فرحين هو العيد الحقيقي بالنسبة لي، فما العيد غير ابتسامة جميلة على شفة طفل. أم ماجد إحدى العاملات في محل للتصوير تقول: إن طلبات الزبائن تتزايد في العيد، لذلك لا نستطيع مغادرة المحل، وهذا الشيء يحرمنا من التجمع مع الأهل، إلا أننا مجبورات أن نتواجد للعمل خاصة أن هذا العمل هو مصدر رزقنا الأساسي، ولا يمكنني تركه حتى ولو من أجل التجمع مع الأهل.