أوضح الدكتور أحمد سعيد قشاش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الباحة أن الجزيره العربية تعاقب عليها أحداث جيولوجية عنيفة وأحوال مناخية عظيمة تصادمت بقارات وانفصلت عن أخرى من مئات الملايين من السنين وثارت فيها البراكين وتدفقت منها حمم ملتهبة غمرت البحار بعض أجزائها وانحسرت عن أخرى وتحركت إلى القطب الجنوبي فغطى الجليد معظم أراضيها وزحفت شمالا إلى خط الاستواء فنعمت بالدفء والرطوبة وانهمرت فيها الأمطار وجرت الأنهار التي تخللتها البحيرات واكتست بالغابات الكثيفة والمروج الخضراء ورتعت فيها الحيوانات بمختلف أشكالها. جاء ذلك في الأمسية الثقافية التي نظمها النادي الأدبي بمنطقة الباحة مؤخرا بحضور رئيس النادي أحمد المساعد وعدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بشؤون البيئة والنبات، وواصل الدكتور قشاش حديثه قائلا: كما تعاقب على الجزيرة العربية عصور أخرى من الجدب والجفاف، ومع بداية الزمن الجيولوجي الرابع تحديدا أي من نحو مليوني سنه مضت أخذت الجزيرة العربية شكلها وموقعها الحالي وكان من أبرز أحداث هذا الزمن تعرّض نصف الكره الشمالي لزحف جليدي أمتد جنوبا حتى دائره عرض 40 واستمر ذلك الجليد في مد وجزر خلال هذه الحقبة الزمنيه فيما يعرف بدورو وُرم (WURM) الجليديه التي تتكرر مرة كل عشرة آلاف سنة تقريبا، وفي العصر الحجري الاعلى والمتاخر (أي في الزمن 35000- 6000 ق . م) كان الجليد يغطي كافه أوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط وكانت مصر وبلاد الشام وما حاذاهما من المناطق شديدة البرودة وخالية في معظمها من السكان على حين كان جنوب الجزيرة العربية وجنوبها الغربي ينعم بمناخ رطب دافئ.