يبدو أن زواج القاصرات مازال مستمراً، فقد احتفل زوج سبعيني بزفافه مؤخراً على فتاة - 9 أعوام - في حفل بهيج بمحافظة جدة وسط احتجاج أمها المطلقة التي رفضت الزواج وحاولت إفشاله الا أن موافقة والدها و ولي أمرها حال دون ذلك بعد أن قبض 20 ألف ريال مهراً لها فيما تسلمت زوجة أبيها مبلغ 10 الاف ريال. المضحك والمؤسف في نفس الوقت بأن شقيق العروس عثر على أخته صباح أول أيام الزفاف داخل بقالة مجاورة اعتادت أن تذهب إليها كل صباح لشراء البسكويت والايس كريم ، في حين لجأ العريس - 69 عاماً- إلى الإبلاغ عن اختفاء الفتاة وقام بالاتصال بوالدها معتقداً بأنها هربت إلى أمها. وكان قد طالب حقوقيون وعلماء من الجهات الحكومية بالتصدي لزواج القاصرات أو إجبارهن على الزواج محذرين من التداعيات الاجتماعية لهذه المشكلة، وشددوا على ضرورة سن قوانين تضع حدا أدنى للسن المناسب للزواج. يشار إلى أن عضو المجمع الفقهي الإسلامي في المملكة الدكتور محمد النجيمي قال انه لا يجوز تزويج الفتاة القاصر التي تكون دون سن ال15 سنة، وذلك لقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: «تستأذن البكر وتستأمر الثيب»، وأنه لابد أن تكون الفتاة بالغة راشدة وذلك لا ينطبق على من لم تبلغ ال15 عاماً. مضيفاً بأنه يحق لولي الأمر أن يمنع زواج القاصر، وقال: «من باب السياسة الشرعية فإنه يحق لولي الأمر أن يصدر قراراً بمنع زواج القاصر، ولا يجوز تزويج القاصر إلا بموافقة القاضي وولي أمرها مع تشكيل لجنة طبية تفيد بأنها تصلح للزواج وأن الزواج قد يكون في مصلحتها». وأوضح: «من أجاز تزويج القاصرات بحجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج أم المؤمنين عائشة وهي في سن التاسعة، فإن ذلك أمر لا صحة له، فزواج الرسول عليه الصلاة والسلام من عائشة في هذه السن يعتبر من خصائصه، كما أن ذلك كان قبل حديثه عليه السلام «تستأذن البكر وتستأمر الثيب»، بالإضافة إلى أن هذه قضية عين، وقضايا العين لا يُقاس بها.