نجح المتشددون في إيران في إبعاد رئيس مجلس الخبراء ورئيس مصلحة تشخيص النظام، هاشمي رفسنجاني، عن إمامة وخطبة الجمعة المقبلة بطهران وذلك لتفويت الفرصة على المعارضة التي كانت تعد العدة للتجمع والتظاهر في صلاة الجمعة. وكان موقع رفسنجاني على الإنترنت رد على رسائل من الجمهور عبرت عن حزنها لغيابه قائلا إن" رفسنجاني ارتأى عدم الحضور وذلك تجنبا لحدوث اشتباكات مابين المعارضة والشرطة". ويعتقد مراقبون إيرانيون أن المتشددين كانوا يخشون من كلمة رفسنجاني حيال التطورات في الداخل الإيراني خاصة بعد كشف الانتهاكات في سجن (كهريزك) واعتراف قائد شرطة طهران العميد إسماعيل مقدم بحدوث انتهاكات وأنه المسؤول عن ذلك. وتوقعت مصادر إيرانية أن يتناول رفسنجاني تلك الحادثة بعد الرسالة التي استلمها من المرشح الخاسر مهدي كروبي التي أكد فيها حدوث انتهاكات جنسية في المعتقلات. وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني قد دعا إلى تشكيل لجنة خاصة في البرلمان لمتابعة الأحداث التي وقعت في المعتقلات ودراسة الرسالة التي بعثها كروبي إلى رفسنجاني. وقال لاريجاني للصحفيين إن لجنة تقصي الحقائق ستدرس تلك الرسالة لأنها احتوت على قضايا جديرة بالاهتمام كما أن هذه اللجنة قامت في السابق بزيارات إلى المعتقلات وكتبت تقارير مهمة. وبسبب مواقف علي لاريجاني المنتقدة لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد دعا عدد من البرلمانيين الإيرانيين المحسوبيين على الحكومة إلى ضرورة فتح ملف قضائي حول كيفية حصول لاريجاني على شهادة الدكتوراه. وطالب نواب متشددون بضرورة التحقيق حول خلفية الشهادة التي حصل عليها لاريجاني. في السياق ذاته اتهم عدد من النواب المحسوبين على حكومة نجاد (حزب رائحة الخدمة الزكية) لاريجاني بأنه بعث برسالة تهنئة إلى مير حسين موسوي في اليوم الأول للانتخابات على الفوز رغم أن النتائج كانت لم تعلن بعد. وأشار موقع (رجاء نيوز) المقرب من حكومة نجاد إلى أن ضغط لاريجاني على الرئيس نجاد بضرورة تشكيل حكومة قوية ليس على مقاسات الحكومة السابقة هو دليل على أن لاريجاني لا يريد منح الثقة لحكومة نجاد لأنه تحدث بذلك بعد اطلاعه على أسماء الوزراء. وإضافة إلى التطورات الميدانية في الداخل فإن إيران مازالت تعيش الصراع الدبلوماسي مع الغرب، فقد رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي أن تکون إيران قد أعطت أي ضمانات لبريطانيا بشأن إطلاق سراح موظف السفارة البريطانية في طهران, لأن ذلك يعد تدخلا في شؤون السلطة القضائية. واعتبر قشقاوي، اعترافات موظفي السفارة البريطانية والفرنسية اللذين بدأت إيران بمحاكمتهما، ضمن نحو 100 شخص، على خلفية احتجاجات شعبية اندلعت للتنديد بفوز الرئيس نجاد، بولاية ثانية، بأنها تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لإيران مؤكداً أن طهران ستتصدى لأي تدخل. وأكد قشقاوي أن بيان الاتحاد الأوروبي بشأن محاكمة العناصر المرتبطة بسفارتي بريطانيا وفرنسا في أحداث الشغب التي أعقبت الانتخابات، غير قانوني ويدعو للاستغراب وقال إنه جاء على النقيض من المسؤولية التي تترتب على الأفراد. إلى ذلك أكدت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي يعتبر الإفراج عن الشابة الفرنسية كلوتيلد ريس التي تحاكم في إيران "هدفا أولويا" ويضاعف "وساطاته لدى كل الذين يمكن أن يمارسوا تأثيرا". وقالت مصادر في محيط الرئيس إن "ساركوزي يتابع باهتمام كبير تطور ملف كلوتيلد ريس". وفي غضون ذلك، نددت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، بما أسمته ب"المحاكمات الاستعراضية" التي يجريها نظام طهران للإصلاحيين المؤيدين للديموقراطية. وقرر الاتحاد الأوروبي بحث إجراءات جماعية موحدة ضد إيران، عقابا لها على محاكمة مواطنين أوروبيين، بتهمة التحريض على العنف والشغب بطهران، وقد تم وضع بحث هذه الإجراءات على قمة اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد، الذي سيعقد فى بروكسل على مدى يومي الجمعة والسبت المقبلين. ومن جانبها دعت المحامية الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام إلى تشديد الضغوط الدولية على إيران للدفع بالديموقراطية في بلادها، منددة بالقمع الذي يمارس على المعارضة الإيرانية.