قال مستشار الأمن القومي الاميركي جيم جونز إن هناك أدلة "شبه قاطعة" على أن زعيم باكستان طالبان بيت الله محسود قد قتل. وتابع جونز في مقابلة مع تليفزيون ان.بي.سي، ردا على سؤال عما اذا كان محسود قد قتل في هجوم صاروخي أميركي، قائلا "نعتقد ذلك، نرجح ذلك بنسبة 90 في المئة". وأضاف أن باكستان أكدت وفاته. وقد رفض قادة طالبان في باكستان تحدياً حكومياً بإثبات أن زعيم الحركة بيت الله محسود ما زال على قيد الحياة على اعتبار أن ذلك محاولة من جانب الحكومة لإخراجهم إلى العلن من أجل استهدافهم. وقد تحدى وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك حركة طالبان باكستان بتقديم ادلة تثبت ان زعماءها ما زالوا على قيد الحياة، وذلك بعد صدور تقارير تتحدث عن مقتل اثنين منهم في قصف صاروخي اميركي وقع قبل خمسة ايام. وقال الوزير لبي بي سي إن مسؤولين باكستانيين حصلوا على ادلة تثبت بأن زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود قد قتل يوم الاربعاء الماضي في هجوم صاروخي نفذته طائرة امريكية بدون طيار. وقال الوزير الباكستاني إن المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها السلطات تفيد بأن معركة بالاسلحة النارية نشبت بين الطامحين الى تبوؤ موقع محسود قتل فيها احد هؤلاء. ولكن حركة طالبان باكستان نفت ذلك واتهمت وزارة الداخلية باختلاق الحادث المذكور. غير ان الناطقين باسم الحركة لم يتمكنوا من تقديم الادلة الملموسة الكفيلة بدحض ادعاءات الحكومة. معلومات موثوقة ونفى رحمن مالك في حديث اجرته معه بي بي سي ما جاء على لسان حركة طالبان من ان قوات الامن الباكستانية ليس لديها الادلة الكافية التي تثبت بأن زعيم الحركة بيت الله محسود قد قتل ومعه احدى زوجاته في قصف صاروخي طال منزل والد زوجته الواقع في منطقة زنغارة الواقعة شمال شرقي لادها يوم الاربعاء الماضي. وقال الوزير لبي بي سي: "حصلنا يوم الاول من امس على معلومات موثوقة من داخل تلك المنطقة تفيد بمقتل بيت الله محسود." واضاف المسؤول الباكستاني: "جاءتنا هذه المعلومات من مصادر في وزيرستان الجنوبية ومن منطقة لادها على وجه التحديد." الا ان الوزير مالك اعترف بأن الحكومة لم تحصل بعد على الادلة المادية التي تؤكد موت محسود. وقال إن المعلومات الاستخبارية تشير الى ان "شجار" اندلع بين عدد من الطامحين الى خلافة محسود تطور الى مواجهة بالاسلحة النارية قتل فيها احدهم وهو حكيم الله محسود. وقد اكدت وسائل الاعلام المحلية وقوع هذه الحادثة. واضاف الوزير: "من الجلي اننا لم نختلق هذا الحادث، فلابد ان هذه المعركة قد وقعت فعلا بسبب الصراع على الخلافة." وقال مالك إن حكيم الله محسود وولي الرحمن (وهو الطامح الآخر الى خلافة بيت الله محسود) كانا يكنان العداء لاحدهما الآخر. واضاف: "لدينا معلومات تشير الى وجود عداء مستحكم بين حكيم الله محسود وولي الرحمن منذ كانا يقاتلان سوية في وادي كورام. فقد استبدل بيت الله محسود حكيم الله بولي الرحمن." انباء مثيرة للاستخفاف وتقول التقارير إن بيت الله محسود قتل في هجوم صاروخي يوم الاربعاء الا ان حكيم الله محسود قال لبي بي سي يوم السبت إن التقارير التي تحدث عن مقتله ومقتل بيت الله محسود "مثيرة للاستخفاف." واضاف حكيم الله: "ان الانباء التي تخص زعيمنا المبجل عبارة عن دعاية ينشرها اعداؤنا." وقال: "نعلم ما يريد اعداؤنا تحقيقه، فهذه هي السياسة المشتركة التي تتبعها المخابرات الباكستانية ووكالة التحريات الفدرالية الامريكية. هم يريدون ان يخرج زعيمنا الى العلن لكي يحققوا مآربهم." وقال حكيم الله محسود إن بيت الله قرر تبني سيرة اسامة بن لادن بالتزام الصمت، وانه سيصدر رسالة في الايام القليلة المقبلة. ولكن الوزير مالك اصدر تحديا لحركة طالبان لاثبات ما تقول، إذ قال: "اذا كان بيت الله محسود او حكيم الله محسود حيين، لماذا لا يصدران شريطا مصورا؟ فكل الهواتف المحمولة مجهزة بكاميرات هذه الايام، وسيكون من اليسير لهما ان يصورا شريطا يثبت للناس انهما ما زالا على قيد الحياة. انا اتحداهما ان يفعلا ذلك."