حملت حركة فتح في مؤتمرها العام الاول منذ 20 عاما المنعقد في بيت لحم في الضفة الغربية الخميس اسرائيل مسؤولية وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 عن 75 عاما في احد مستشفيات باريس، بعد حصار اسرائيلي لمقره في رام الله في الضفة الغربية استمر عامين. ومذذاك، ما زالت الاسباب التي ادت الى تدهور صحة الزعيم الفلسطيني غامضة بالكامل، واكد العديد من المسؤولين الفلسطينيين اقتناعهم بان اسرائيل سممت له، الامر الذي نفته الدولة العبرية. وصوت المندوبون في مؤتمر فتح بالاجماع على قرار "يحمل اسرائيل كقوة محتلة المسؤولية الكاملة عن اغتيال الشهيد ياسر عرفات". وقرروا تكليف لجنة "متابعة التحقيق" في اسباب الوفاة ورفع خلاصاتها الى القضاء الدولي. وتفاقمت اخيرا حدة الخلافات بين كبار قياديي فتح، وخصوصا بعدما اتهم رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي علنا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتآمر مع اسرائيل للقضاء على عرفات. واستأثرت فتح بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة حتى هزيمتها في الانتخابات النيابية العام 2006 لمصلحة حركة المقاومة الاسلامية حماس، التي اطاحت بسلطتها في قطاع غزة بالقوة في حزيران/يونيو 2007. اسرائيل: الفلسطينيون لا يريدون السلام وفي رد الفعل الإسرائيلي قال وزراء في الحكومة العبرية ان القرار الذي اتخذه المؤتمر السادس لحركة "فتح" بالإجماع بتحميل اسرائيل مسؤولية موت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، يظهر ان الفلسطينيين ليسوا مهتمين بمحادثات سلام ولا يريدون السلام. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "يديعوت احرونوت" الالكتروني يوم الخميس عن ايلي يشاي، نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب "شاس"، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان يحاول استرضاء المتطرفين وبالتالي دعم الارهاب، مضيفا ان "القرار مثير للشفقة ويشهد على نوايا الفلسطينيين، وليس هناك مجال لأي مفاوضات هنا". وقال يشاي ان المفاوضات على المريخ لديها فرصة أفضل لتحقيق نتيجة من المحادثات في منطقتنا". وقال وزير الاتصالات الاسرائيلي يسرائيل كاتس (من الليكود)، وهو مقرّب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ان "هؤلاء الذين يريدون حربا يجب أن يحصلوا على حرب، ان مؤتمر 'فتح' وقراره بشأن عرفات يؤكد ان أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ليس قائدا، بل منقاد نحو الوهم والأفكار المتطرّفة عن اسرائيل". وقال كاتس ان "الفلسطينيين كشفوا عن ألوانهم الحقيقية"، داعيا الحكومة الاسرائيلية الى الإعلان عن أن الفلسطينيين لن يعتبروا شركاء في مفاوضات سلام إلا عندما "يسحبون قرارهم ويعلنون نيتهم الاعتراف باسرائيل دولة يهودية ويتنازلون عن حق العودة" للاجئين الفلسطينيين. وتابع "وبالنظر الى ان الفلسطينيين كشفوا ألوانهم الحقيقية، فإن على اسرائيل أن تتشدّد بشأن الأمن... أبو مازن وأصدقاؤه أثبتوا في هذا القرار انهم لا يريدون السلام وإنما يبحثون عن أي طريقة لتدمير اسرائيل كدولة يهودية". بدوره قال وزير الإعلام والشتات يولي إدلشتاين ان "المحاولة المهلوسة لتحميل اسرائيل مسؤولية اغتيال عرفات وتخليده كشهيد، هدفها تبرير استمرار القتال المسلح ضد اسرائيل، التي تمد يد السلام لهم".