أظهرت دراسة أمريكية تورطاً محتملاً لاثنتين من المورثات، في الإصابة بأحد اضطرابات النوم عند الفئران، والتي تشابه حالة الأرق التي تصيب البشر، ما يلمح إلى إمكانية الحصول على نموذج مناسب من الحيوانات، يساعد في البحث عن علاج لهذا الاضطراب. وتناولت التجارب المخبرية، التي اعتمد عليها الباحثون في أثناء دراستهم، إثنتين من المورثات عند الفئران، واللتان تقومان بتنظيم الاستجابة الكهربائية في الجزء الدماغي المرتبط بالنوم، والمعروف بالنواة المهادية الشبكية. ووفقاً لما أشار فريق البحث، وهم من المركز الطبي لجامعة تكساس "ساوث ويسترن"، تبرز أهمية هاتين المورثتين في أنهما تعملان على تصنيع قناتي Kv3.1 و Kv3.3، اللتان تمرران أيونات البوتاسيوم غبر غشاء الخلية، ما يمكن الخلايا العصبية من نقل الإشارات الكهربائية في النسيج الدماغي. وأفادت نتائج الدراسة التي ُنشرت في "دورية علم الأعصاب"، الصادرة في الواحد والعشرين من شهر مايو/ أيار للعام 2008، بأن الفئران التي امتلكت النسخ المتحورة، عانت من حالة مشابهة للأرق الذي يصيب البشر، ما أدى إلى حرمانها من النوم لفترات طويلة. كما أظهرت التجارب أن تلك الفئران لم تحصل إلا على نصف قسط النوم تقريباً، الذي نالته الفئران الأخرى، فهي لم تستطع النوم بعمق، سوى لفترات زمنية قصيرة وغير متصلة. وعلى الرغم من حرمان النوم، الذي عانته الفئران التي امتلكت النسخ المتحورة من المورثتين، إلا أنه لم يكن بمقدورها الحصول على قسط كاف منه لاحقاُ، طبقاً للدراسة. وينوه الباحثون بأهمية هذه النتائج، فهي قد تقدم نموذجاً مناسباً لدراسة اضطرابات القلق عند البشر. كما يأملوا أن يتمكنوا مستقبلاً، من تسليط الضوء بشكل خاص على التحورات الجينية المرتبطة بقناة Kv3.1، بعدما أشارت إليها دراسات سابقة كعامل أساسي لحدوث اضطرابات النوم عند الأفراد.