قالت مصادر مصرفية بارزة ل"الوطن" إنه تم تجميد أرصدة رجل الأعمال السعودي معن الصانع وأقربائه في البنوك السعودية بعد أن بعثت مؤسسة النقد العربي السعودي " ساما" نشرة إلى كل البنوك السعودية تطلب فيها تجميد حسابات الصانع. ولم تذكر المصادر السبب الذي دفع " ساما" لإرسال هذه النشرة. وفيما لم تصدر " ساما" بيانا رسميا بهذا الشأن، اتصلت "الوطن" بمجموعة سعد التجارية التي يملكها رجل الأعمال معن الصانع للحصول على إيضاح، لكنها لم تحصل على أي تعليق من الشركة حتى لحظة نشر الخبر. ووردت أنباء إلى "الوطن" عن وجود علاقة بين الصانع أحد أثرى خمس شخصيات عربية، وبين عدم قدرة المؤسسة المصرفية العالمية التي تتخذ من البحرين مقراً لها، على تسديد ديونها باعتبار أن الصانع أحد المساهمين الكبار في المؤسسة إلى جانب أسرة القصيبي السعودية التي تمتلك حصة الأغلبية. ولم تحصل "الوطن" على رد من مجموعة سعد حول الأنباء المتعلقة بديون المؤسسة والتي تواجه مشاكل في تصنيفها الائتماني بعد اقتراضها مبالغ ضخمة في السنوات الماضية لتغطية توسعاتها المالية. ويمتلك الصانع أيضاً "أول بنك" الذي يتخذ من البحرين مقراً له. وقد اتصلت "الوطن" بعضو مجلس إدارة مصرف "أول بنك" والرئيس بالنيابة للمؤسسة المصرفية العالمية الدكتور عمر المردي للاستفسار حول وضع البنك في ظل تراجع التصنيف الائتماني لمجموعة سعد والأنباء الواردة حول تجميد أرصدته السعودية إلا أن الدكتور لم يتجاوب مع الاتصالات وامتنع عن الإجابة. ومجموعة سعد التجارية هي أحد أكبر المجموعات التجارية في المنطقة الشرقية. وتعد "سعد للاستثمار" إحدى شركات المجموعة التي تمتلك نحو 29.2 % من مجموعة "بيركلي" القابضة البريطانية للاستثمار العقاري. وقالت مؤسسة "ستاندرد آند بورز" للتقييم الائتماني في بيان صدر في 22 من شهر مايو الجاري إنها خفضت نظرتها المستقبلية ل"مجموعة سعد"، المملوكة من قبل رجل الأعمال السعودي "معن الصانع"، إلى سالب بدلاً من مستقر، وعزت ذلك إلى زيادة استثماراتها العقارية خلال العام الماضي، ما أدى إلى تقليل السيولة للشركة. وقال التقرير إن الشركة زادت محفظتها العقارية وبشكل خاص في السعودية خلال السنوات الأخيرة، وارتفعت قيمتها إلى 8.4 مليارات دولار بنهاية عام 2008 مقارنة ب4.3 مليارات دولار في العام السابق، وذلك على خلفية استحواذ الشركة على المزيد من العقارات بالإضافة إلى تسجيل أرباح قدرها 737 مليون دولار نتيجة لإعادة تقييم المحفظة العقارية. ورغم ذلك فقد أبقت "ستاندرد آند بورز" على تقييمها السابق لديون الشركة عند (BBB+/A2) دون تغيير وذلك بالرغم من خسائر الاستثمارات المالية التي بلغت 4.4 مليارات دولار خلال العام الماضي، إلا أن مساهمي الشركة قاموا بدعم الشركة عبر خيارات حماية بيع للأسهم تبلغ قيمتها 2.4 مليار دولار في نهاية عام 2008 بالإضافة إلى 1.2 مليار دولار من النقد. وأضاف التقرير أن أداء الشركة الاستثماري كان مرضياً مقارنة بغيرها من الشركات، كما أنها تفادت الاستثمار في الأصول الأكثر سوءاً رغم حيازتها لاستثمارات في القطاع المصرفي العالمي وشركة بناء بريطانية. وقد توجهت مجموعة سعد خلال العامين الماضيين نحو القطاعات المصرفية العملاقة، حيث أصدرت صكوكا استثمارية طويلة الأجل يتم تسويقها دولياً، لتمويل استثمارات بقيمة 18.75 مليار ريال (5 مليارات دولار). كما أبرمت صفقة مالية ضخمة استحوذت بموجبها شركة "سنجلاريس" المملوكة لمجموعة سعد على3 % من مجموعة HSBC المصرفية في صفقة بلغت قيمتها 25 مليار ريال (6.6 مليارات دولار) وذلك في العاصمة البريطانية لندن. ولكن البنك خسر ما يقرب من 17 مليار دولار في أزمة الرهون العقارية مما أدى إلى تراجع قيمته السوقية وكذلك قيمة الحصة التي يمتلكها الصانع فيه. وكان مصدر مقرب من أسرة القصيبي قد ذكر ل"الوطن" أن الصانع هو أحد اللاعبين المهمين في المؤسسة المصرفية العالمية بجانب أسرة القصيبي وإن كان يمتلك حصة أقل. وأضاف المصدر أن عدم قدرة المؤسسة على سداد ديونها لا علاقة له بمجموعة "أحمد حمد القصيبي وإخوانه". وأصدرت مجموعة القصيبي بياناً تؤكد فيه عدم تأثرها مالياً بأوضاع المؤسسة المصرفية العالمية التي تجري هيكلة ديونها حالياً رغم عدم سداد أموال الدائنين للمؤسسة، وذلك في أعقاب تدهور الوضع الائتماني للمؤسسة. ولم تذكر المجموعة في بيانها من الأشخاص الذين اتخذوا قرار عدم سداد الديون التي عليها، ولكن المصدر المقرب من الأسرة قال إن المجموعة لا علاقة لها بهذه القرارات وأوضح أن تلك القرارات تم اتخاذها بواسطة أشخاص في المؤسسة من بينهم معن الصانع. واتصلت "الوطن" خلال الأيام الثلاثة الماضية على المحامية كارولين لونغ التي تعمل في شركة "بيكر آند ماكينزي" الممثل القانوني لمجموعة القصيبي بجوار مكتب المحامي صلاح الحجيلان، ولكنها لم تتلق أي رد حول ديون المؤسسة. وبعد 3 أيام تم تحويل الاستفسارات إلى كريس وارد الذي يعمل في شركة ديلويت للاستشارات المالية، التي تتولى أيضاً أعمال المؤسسة المصرفية العالمية، ولكن كريس وارد لم يرد على اتصالات "الوطن". وتفتقر العديد من الشركات العائلية في المملكة والتي تساهم في مصارف خليجية أو محلية إلى الإفصاح والشفافية وهو الأمر الذي يثير قلق مؤسسات التصنيف العالمية. ومعن بن عبد الواحد الصانع هو مؤسس ورئيس مجموعة سعد المتعددة النشاطات وعضو مجلس إدارة مجموعة سامبا المالية. وتمارس مجموعة سعد نشاطاتها من مقرها الرئيس في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية، ومن فروعها في مدينة الرياضوجدة، وفي دولة البحرين وجنيف ولندن وباريس.