أنقذ عفو أهل الدم نزيلا في سجن الباحة من القصاص بعد أن كتب وصيتين،. النزيل محفوظ الغامدي الذي فوجئ بخبر العفو عنه بينما كان يترقب تنفيذ القصاص في كل لحظة، خصوصا في ليالي الجمع التي يطير خلالها النوم من عينيه، عبر عن امتنانه وتقديره لكافة أبناء وأسرة القتيل (س. أ) الذين تكرموا بعطفهم وشهامتهم بالتنازل عن دم والدهم دون مقابل ودون شرط أو قيد. وعن كيفية تلقيه خبر العفو، قال: أبلغنى أحد ضباط الإدارة في سجون الباحة في اليوم التالي من عفو أهل الدم عني، ولم أصدق الخبر حتى أجرى أحد النزلاء اتصالا عبر الهاتف الداخلي للسجن بأحد أبناء عمومتي الذي أكد الخبر، وحينها لم أستطع الوقوف على قدمي من شدة الفرح والسرور وأديت ركعتين شكرا لله عز وجل، شعرت عقبهما بالراحة والاطمئنان. وعن تلقيه خبر الحكم بالقصاص قبل قرابة السنة، قال الغامدي :لم أذق طعم النوم منذ تلك اللحظة التي جاءني فيها خبر الحكم بالقصاص، وكنت أخشى قدوم يوم الخميس، حيث أظل ساهرا مهموما حتى تتجاوز الساعة الحادية عشرة صباحا، فأدرك أنه لا يوجد قصاص، ومن ثم أحاول تمالك نفسي ومكابدة النوم. كما أني أظل في قلق طوال الأيام حتى يأتي شهر رمضان المبارك وأيام الأعياد التي لا ينفذ فيها القصاص، وما إن تنتهي حتى يعود الخوف والقلق مجددا، لأعيش في رحلة طويلة من الهم والمعاناة. وعن حالته الاجتماعية، أشار المعفو عنه إلى أنه تزوج قبل وقوع الحادثة بقرابة العام، وقال إن زوجته تعيش مع أفراد أسرتها وتزوره بين الحين والآخر، وأثبتت أنها الزوجة الصبورة المخلصة. ووفقا لخبر أعده الزميل عبد الخالق بركات نشر في صحيفة" عكاظ" اليوم , أكد الغامدي أنه كتب وصيتين بخط يده ووضعهما في حقيبة بالسجن، في حال تنفيذ القصاص بحقه، الوصية الأولى موجهة لأشقائه يطلب منهم الصبر والاحتساب في حال نفذ الحكم بحقه. أما الوصية الثانية فقد كتبها كما يقول إلى زوجته وجاء فيها: «شكرا لك على ما قمت به نحو والدي ووالدتي طيلة حياتهما ورعايتهما خلال مرضهما حتى مماتهما». وتحدث الوكيل الشرعي لورثة القتيل الابن الأكبر عبد الله الزهراني قائلا: تنازلت أنا وإخواني وكافة الورثة لوجه الله تعالى بدون أي مقابل على الإطلاق.