وصف عدد من معلمي الصفوف الأولية في المدارس السعودية قرار وزارة التربية والتعليم بتمديد فترة دوامهم مع طلابهم ب«التعسفي والارتجالي»، آملين من وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد، المبادرة بتلافي «ما وقع عليهم من ضرر، وما لحق بهم من هضم حقوق، خصوصاً وأن المناهج التعليمية وضعت لتتناسب مع الأسابيع المقررة للدراسة بموجب قرار مجلس الوزراء». وأوضحوا أن التوجيهات ببقاء طلاب المرحلة الابتدائية حتى انتهاء اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية لم يرد سلفاً في النظام الصادر عن الوزارة، لافتين إلى ما يترتب على ذلك من سلبيات وأذى للصغار. وأعلن مصدر إداري في تعليم الباحة، أن مدارس منطقة الباحة الابتدائية بادرت أمس بتوزيع إشعارات النتائج على طلاب المراحل الأولية الثلاث، كما تم إشعار الطلاب وذويهم ببدء الإجازة اعتباراً من يوم أمس، إلا أن مديري المدارس فوجئوا بصدور تعميم جديد بعد الظهر يلزم جميع المدارس باستمرار معلمي وطلاب الصفوف الأولية حتى نهاية دوام يوم الأربعاء 23 صفر 1430ه، فيما دخل بعض المشرفين في سباق مع الوقت لتدارك منح مديري المدارس إجازة منذ اليوم (الأربعاء)، آملين تفعيل قرار غير منصوص عليه ومسكوت عنه في الوزارة، يتضمن استغلال فترة الاختبارات لتقوية مهارات طلاب الصفوف الأولية وممارسة الأنشطة حتى العاشرة صباحاً. ويذهب التربوي سعيد الصادق إلى أن تمديد الدراسة للمرحلة الابتدائية أثناء الاختبارات له آثار سلبية، وتترتب عليه مشكلات خطيرة، مشيراً إلى أنه من واقع الميدان وبحكم العمل والتجربة، فإن خروج طلاب المراحل المتقدمة عقب انتهاء اختباراتهم، وتجمعهم أمام المدارس مدعاة للتحرش أو الاختطاف، أو تداول بعض الكلمات البذيئة على مرأى ومسمع طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية. وأضاف: «إن ظاهرة التفحيط والقيادة المتهورة تتسبب في حوادث خطرة أثناء خروج طلاب صغار السن وقليلي الوعي بمخاطر أحداث وتصرفات وسلوكيات تحيط بهم»، مشيراً إلى ما سيتكبده أولياء الأمور جرّاء إحضار أبنائهم وبناتهم مرات عدة من وإلى المنزل. فيما يرى المعلم محمد علي أن المشكلة تكمن في وضع الخطط التربوية، كون العام الدراسي يبدأ والرؤية غير مكتملة وغير واضحة، ما يعني «التخبط وغياب الإستراتيجيات المعدة سلفاً». ويعوّل معلم الصفوف الأولية غرم عبدالله على وزير التربية والتعليم في إعادة تفعيل القرار السابق، المتضمن إعفاء معلمي الصفوف الأولية من الدوام فترة الامتحانات، كونها من الحوافز المشجعة على الاستمرار في تدريس الصفوف الأولية، على رغم معاناتهم من الطلاب، وبذل جهود مضاعفة لتأسيس جيل متميز ومتقن لمهارات التعلم. ويذهب أولياء أمور عدد من الطلاب إلى أن هذه القضية الموسمية محل معاناة للمربين وأولياء الأمور والمعلمين والمعلمات على حد سواء، كونها تتناقض مع الأهداف التربوية وواقع المدارس الابتدائية نهاية الفصل الدراسي. وأضافوا: «إن المناهج ومقرارات الفصل الدراسي انتهت، وأبناءنا أخذوا حقهم من التربية والتعليم، ولسنا بحاجة إلى تشتيت بين مدارس أبنائنا وبناتنا الموزعين على المراحل الدراسية كافة، الابتدائي، والمتوسط، والثانوي طوال فترة الاختبارات، خصوصاً مع الأسر العاملة، حين يكون الأب والأم خارج المنزل أثناء عودة أولادهم إليه».