رفعت قيمة الصفقات التي أبرمتها الأندية السعودية خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية القيمة الإجمالية للتعاقدات خلال الموسم الجاري إلى حدود ربع مليار ريال بشكل تقريبي، بالاستناد إلى التقارير الإعلامية التي رصدت قيمة هذه الصفقات. وساهم قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالسماح لأندية القارة بالتعاقد مع محترف رابع غير محلي، على أن يكون أحد المحترفين الأربعة آسيوياً في ارتفاع قيمة الكتلة المالية التي سخرتها الأندية السعودية لتدعيم صفوفها، وذلك في إطار سعيها للقبض على الألقاب المحلية الأربعة (دوري المحترفين وكأس ولي العهد والأمير فيصل بن فهد وكأس خادم الحرمين للأندية الأبطال)، إضافة إلى سعيها لاحتلال المراكز الأربعة الأولى المؤهلة للمشاركة في دوري الأبطال الآسيوي في نسخته المقبلة. وساهم القرار الآسيوي في حضور قوي للاعب الخليجي والعربي الآسيوي في فترة الانتقالات الشتوية التي اختتمت بنهاية يوم 28 يناير الفائت، حيث حضر الكويتيان أحمد عجب ويعقوب الطاهر مع الشباب والاتفاق على التوالي، وحضر القطري طلال البلوشي مع الشباب، والبحريني صالح عبدالحميد مع الرائد، والعماني طلال خلفان مع نجران. وحضر عرب آسيا فانضم الأردنيون بشار بني ياسين وبهاء عبدالرحمن وباسم فتحي في الحزم والأهلي والوطني على التوالي، وحضر السوريان رجا رافع ومهند إبراهيم مع الوحدة والاتفاق على التوالي. وكان من المرجح أن تشهد فترة الانتقالات الشتوية الصفقة القياسية في تاريخ تعاقدات الأندية السعودية حينما أعلن عضو شرف نادي الاتحاد منصور البلوي في خبر نقلته عنه وكالة الأنباء الألمانية عن إتمام ناديه لصفقة التعاقد رسميا مع لاعب خط وسط المنتخب الأولمبي البرازيلي نياجو تيفيز، في صفقة بلغت قيمتها 28 مليون يورو (أكثر من 139 مليون ريال) كأغلى صفقة من بين تعاقدات الأندية السعودية مع لاعبين أجانب ومحليين على مدى تاريخ اللعبة في ملاعب المملكة. لكن توالي الأحداث بعد ذلك، كشف أن الصفقة لم تتم، وأنها كانت من قبيل الفرقة الإعلامية. تغيير نمط الانتماء وبعيداً عن التعاقدات الجديدة، فإن فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة فتحت أبواباً أمام تغيير خارطة الانتماء للاعبين، في صدى طبيعي لتطبيق مبادئ الاحتراف، حيث كانت كثير من الأندية مرنة في فتح باب إعارة لاعبيها لأندية أخرى لتحقيق الفائدة المادية لها، أو لمنحهم فرص المشاركة أساسيين بما يطور قدراتهم ويزيدهم خبرة بحيث تستثمر هذه الخبرة عند عودتهم إلى صفوفها. وساهمت تنقلات اللاعبين المحليين في تغيير جلد بعض الفرق، فقد ضم الرائد لاعبين من النصر هما ضياء هارون وأحمد سعد، وضم لاعبين من دوري الأولى هما عبدالله الشيحان قادماً من الرياض ومحمد كرادي قادماً من الخليج، وأربعة لاعبين جدد يساهمون حتماً في تغيير جلد الفريق، خصوصاً إذا كان الرائد قد استعان بهم ليكونوا أساسيين في تشكيلته. وضم الحزم ثلاثة من لاعبي الشباب هم محمد الهليل وسعيد لبان وحسين معاذ، إضافة للاعب نجران عبدالله حيدر، فيما ضم نجران لاعبي الاتفاق سعد العبود وسعد اليامي، وضم أبها بسام صلوتي وسالم العنزي من الوحدة والشباب على التوالي. وساهمت حركة التنقلات في تصعيد اللاعبين عبدالله الشيحان ومحمد كرادي لدوري المحترفين على الرغم من بقاء نادييهما في دوري الأولى، وهذا تغيير جديد في هوية الانتماء لم يقتصر على التغيير من ناد إلى آخر، بل امتد من دوري إلى دوري في مستوى أعلى. واللافت أن بعض التنقلات شملت عدداً من المهاجمين الذين سجلوا في المرحلة الفائتة لفرقه، قبل أن ينتقلوا لفرق جديدة يرجح أن يسجلوا لها مثل الدولي السابق علاء الكويكبي الذي انتقل من الوحدة إلى النصر، ومثل مهاجم أبها أحمد مفلح الذي انضم إلى الأهلي، وإن كان من الصعب على هذا الأخير أن يلحق بالمشاركة مع فريقه في الدوري في ظل حاجته لعمل جراحي ومرحلة تأهيل وإعداد وانسجام مع المجموعة.