جاءوا يحملون حقائبهم المدرسية وبداخلها دفاتر الواجبات وبعض كتب القراءة، حتى أن أحدهم وصل إلى المدرسةعقب صلاة المغرب مباشرة قبل الموعد المحدد بنصف ساعة، منتظرا بقية زملائه في مدرسة مسير في محافظة المندق، التي انتظم فيها سبعة دارسين في أحد فصول محو الأمية، واستطاعوا بفضل البرنامج المعد لهم إتقان الأبجدية والحروف، وخلال ثوان معدودة وصل معلمهم منصور الزهراني ومشرف القطاع عمر يوسف الزهراني إلى المدرسة، ومع بدء الحصص الدراسية حضر بقية الدارسين إلى الفصل جميعا ولم يتغيب منهم أحد رغم مشاغلهم وظروفهم الصحية. معرفة أمور الدين العم عطية الزهراني - أحد الدارسين-عمل في الزراعة 22 عاما، وسافر متنقلا بين مدن ومناطق المملكة بحثا عن الرزق، حضر رغم كبر سنه إلى المدرسة، وانتظم مع بقية زملائه في الفصل، يقول: استطعنا أن نتقن الحروف ونعرف الأرقام أفضل من السابق، ولقد تحققت أمنياتنا في معرفة أمور ديننا بفضل هذا البرنامج في تعليم الكبار لمحو الأمية. القرآن الكريم وقال العم يحيى ضيف الله الزهراني (85 عاما) والذي كان يعمل سائقا في إحدى الإدارات الحكومية: في السابق كنا نعاني من عدم معرفة الكتابه والقراءة، ولا نميز بين الحروف، أما الآن فالحمد لله أصبحنا نعرف الأرقام والكتابة والقراءة، وأهم من ذلك كله القرآن الكريم. أيام زمان ويقول ندي علي الزهراني يعمل مزارعا منذ 32 عاما: حرصت على الالتحاق بفصول محو الأمية بدافع ورغبه مني، في أن أتعلم الكتابة والقراءة حتى أستطيع معرفة شيء من القرآن الكريم، والآن ولله الحمد، أصبحت أجيد القراءة، فضلا عن أن هذا البرنامج كان فرصة نادرة للتواصل مع كبار السن وتذكر أيام زمان. قراءة اللوحات العم صالح يحيى الزهراني موظف في فرع وزارة الزراعة في محافظة المندق له موهبة كبيرة في مجال الرسم والفنون، فاته قطار التعليم وأصبح الآن يكتب على السبورة يقول: أحمد الله على أنني بدأت أتعلم وأعرف قراءة بعض السور من القرآن الكريم، أيضا أصبحت أعرف قراءة اللوحات أثناء سفري، ومعرفة الأماكن والمواقع والطرقات. وأضاف: كانت عندي مشكلة الإملاء ولم أكن أعرف ربط الحروف في الكلمة الواحدة، والآن ولله الحمد أعرف ربطها وأعرف الفتحة من الشدة والكسرة. أفضل مجموعة المشرف على قطاع محو الأمية في المندق عمر يوسف الزهراني، اعتبر المجموعة التي تدرس في مدرسة مسير من أفضل المجموعات لحرص أفرادها على البرنامج وحضورهم المتواصل، فيما نوه معلمهم منصور الزهراني بحماسهم للتعلم والمعرفة.