أكد مستشار الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي الدكتور صالح بن علي الغامدي أن معظم مؤسسات التعليم العالي السعودية انتهت بالفعل من مرحلة التأسيس وبناء نظام داخلي للجودة وإعداد تخطيط تحسين مستويات الجودة، الأمر الذي شكل نقلة في الأداء إلى مراحل متقدمة في هذا الجانب من أجل التنفيذ والعمل. جاء ذلك خلال أولى فعاليات ورش البرنامج الرابع التي انطلقت أمس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وتتناول محور"تقويم الخدمات المكتبية"، وتنظمه الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني. وتوقع الغامدي أن يكون هناك عدد من مؤسسات التعليم العالي جاهزة خلال العامين القادمين للتقويم والاعتماد من قبل الهيئة. وحول البرامج والخطط التي تبنتها الهيئة للتدريب والتي تهدف بدورها إلى نشر ثقافة الجودة والتعريف بمعايير الهيئة وإجراءات التقويم وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي أوضح الغامدي أن تلك الخطط تسعى لتأهيل أكبر عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ليسهموا بدورهم في تأسيس أنظمة داخلية للجودة في جامعاتهم. وقال إنه في هذا الإطار نفذت الهيئة عددا كبيرا من البرامج بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني فضلا عن المؤتمرات والزيارات الخاصة لهيئات الاعتماد الأكاديمي العالمية ولعدد من الجامعات العالمية المرموقة. وأشار إلى أن برامج الهيئة كانت في الأعوام السابقة تتناول موضوعات عامة في الجودة، فيما انتقلت خلال المرحلة الحالية إلى محاور أكثر تخصصية بدأ أثرها ينعكس إيجابا على أداء الجامعات والكليات. من جانبه، أوضح مدير برامج التدريب المهني والتعليم العالي بالمجلس الثقافي البريطاني محمد حسون ل"الوطن" أن الشراكة التي يعقدها المجلس الثقافي مع كافة الجهات في السعودية تُعنى بترسيخ وتطوير مبدأ الجودة حيث يُستقطب خبراء عالميون على مستوى عالٍ من الخبرة لتقديم ورش العمل للمختصين، مشيرا إلى أنها تمت مضاعفتها لمواكبة الإقبال المتزايد عليها. وقال إن هناك 6 ورش عمل نفذت في الرياض خلال الثلاثة أشهر الماضية فيما تعقد الورشة الرابعة في جامعة الملك عبد العزيز ويقدمها خبير أنظمة الجودة الشاملة البروفيسور البريطاني ديفيد ويلكن سون. وأضاف أن ما يميز ورش العمل الحالية هو الانتقال بها إلى داخل الجامعات مما يتيح الفرصة لمشاركة شريحة عريضة من منسوبي الجامعات. وأكد حسون أن ورشة العمل الحالية التي تستمر ثلاثة أيام تختص بمحور مؤشرات التقويم الأكاديمي للمكتبات وانتظم بها مديرو ومديرات المكتبات الجامعية من عدة مناطق داخل السعودية (28 من الكادر الرجالي و34 من النساء). فيما ستعقد ورشتا عمل خلال شهر مارس القادم بكل من جامعة نايف بالرياض وجامعة الملك فيصل بالدمام. وستنظم رحلات لعدد من الأكاديميين الذين سيتم ترشيحهم من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي إلى بريطانيا للاطلاع عن كثب على الآلية التي تسير بها عملية التقويم الأكاديمي والتدريب عليها في جامعات بريطانية عريقة.