أوصت نتائج دراسة طبية بتعديل حمية مرضى السكري، وفق ما ذكرت "نيويورك تايمز" الأميركية. وقالت الصحيفة إن مرضى النوع الثاني من السكري الذين اتبعوا نظاما غذائيا يعتمد على الحبوب منخفضة الكربوهيدرات، استطاعوا أن يحافظوا على نسبة السكر في الدم بصورة أفضل. ووجد باحثون مختصون أن المرضى تمكنوا من السيطرة على نسبة السكر بالدم بصورة أفضل عندما تناولوا حبوبا مثل الفاصوليا والمكسرات، بدلا من اتباع نظام غذائي يعتمد على كامل أنواع الحبوب. وتعتبر الفاصوليا والمكسرات من بين المواد الغذائية التي لا ترفع نسبة السكر في الدم بنسب عالية، ويصنف العلماء هاتين المادتين الغذائيتين من ضمن المواد التي تحتوي على نسب منخفضة من الكربوهيدرات. وتعد الدراسة الجديدة التي استغرقت ستة أشهر أحد أوسع وأطول الدراسات التي تقيس مدى تأثير الأطعمة التي تنخفض فيها نسبة الكربوهيدرات على مرضى السكري. وشهد المرضى المشاركون بالدراسة والذين خضعوا للحمية منخفضة الكربوهيدرات تحسنا ملحوظا بمعدلات الكولسترول بعد ستة شهور، مع زيادة في نسبة مادة الليبوبروتين ذات الكثافة المرتفعة (إتش دي إل) أو ما يسمى الكولسترول الجيد الذي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وأشار المعد الرئيسي للبحث وأستاذ علوم التغذية بجامعة تورونتو ديفد جيه أي جينكنز إلى أهمية الدراسة في ظل انتشار داء السكري في العالم. وقال إن نسبة تعرض الرجال المصابين بالسكري إلى أمراض القلب هي الضعف، وأما في حالة الذكور فهي أربعة أضعاف، مضيفا أن الأدوية المستخدمة للسيطرة على السكري من النوع الثاني لم تظهر الفوائد المتوقعة بشأن الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية. وأوضحت نيويورك تايمز أن الدراسة نشرتها الثلاثاء الماضي دورية الجمعية الطبية الأميركية، واشترك بالدراسة 210 مرضى سكري من النوع الثاني والذين خضعوا بشكل عشوائي لحمية غذائية منخفضة الكربوهيدرات أو أخرى مرتفعة الكربوهيدرات. وشملت الحمية مرتفعة الكربوهيدرات مواد غذائية غير مقشورة مثل خبر القمح والأرز البني والبطاطا، وأما منخفضة الكربوهيدرات فشملت مواد مثل الفاصوليا والبازلاء والعدس والمعكرونة والرز المسلوق وبعض أنواع الخبز مثل خبز الشعير ودقيق الشوفان ونخالة الشوفان. واحتوت الحميتان الغذائيتان على نسبة منخفضة من الدهون، كما أوصيت المجموعتان بتقليل استهلاك الطحين الأبيض وبتناول الخضار خمس مرات والفواكه ثلاث مرات باليوم الواحد. وقد لاحظ المرضى الذين اتبعوا حمية الكربوهيدرات المنخفضة انخفاضا في نسبة هيموغلوبين "أي ون سي" (مؤشر لقياس نسبة السكر في الدم) بمعدل 0.5 % لكن شهدوا تحسنا ملحوظا في نسبة الكلسترول الجيد (إتش دي إل) والذي ارتفع بمعدل 1.7 ميلغرام لكل عُشر لتر دم. وأما الذين اتبعوا الحمية مرتفعة الكربوهيدرات فشهدوا انخفاضا أقل في هيموغلوبين (أي ون سي) بالمقارنة، وانخفاضا قليلا في نسبة الكولسترول الجيد (إتش دي إل). ولم تكشف الدراسات السابقة بشأن مرضى السكري النوع الثاني عن نتائج واضحة تجاه الحمية منخفضة الكربوهيدرات، مثل ما كشفت عنه الدراسة الحالية. وقالت مسؤولة التغذية وتوعية مرضى السكري بمركز جوسلين للسكري في بوسطن إنه "طالما نصحنا الناس بتناول الحبوب الغنية بالكربوهيدرات" مضيفة أن الدراسة الحديثة أثبتت عكس ذلك وأن الفائدة موجودة بالمواد منخفضة الكربوهيدرات. لكن إيمي سول ذكرت أن اتباع الحمية أمر معقد ذلك لأن مؤشر انخفاض الكربوهيدرات يعتمد على كيفية إعداد وتناول الوجبات الموصى بها بحد ذاتها، فضلا عما يخبر به الناس من أن اتباع الحمية أمر شاق بشكل عام، وفق نيويورك تايمز.