شبرقة - ليالي أنس : ذكر تقرير أعدته شركة بيتك للأبحاث المحدودة، التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتي (بيتك)، أن صناعة السياحة تسهم، على الدوام بشكل إيجابي، في الاقتصاد السعودي من خلال تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وتوليد الدخل وعائدات النقد الأجنبي (التي تقدم مساهمة إيجابية في ميزان المدفوعات)، والتنويع الاقتصادي، والتنمية الإقليمية، وتحسين البنية التحتية. فقد ارتفع عدد الوافدين من السياح الدوليين إلى المملكة العربية السعودية بشكل كبير في عام 2011، ليصل عدد السياح القادمين إلى المملكة 17.5 مليونا، بنمو بلغت نسبته %61.3 على أساس سنوي، وذلك مقارنة مع أرقام السياح الوافدين إلى المملكة في عام 2010، والذي بلغ 10.9 ملايين سائح، وهذا العدد يمثل تراجعا بنسبة %0.4 على أساس سنوي مقارنة باعداد السياح في عام 2009، ويرجع هذا النمو في عدد السياح الدوليين الوافدين إلى المملكة العربية السعودية في عام 2011 إلى زيادة عدد الوافدين للسياحة الدينية، والتي تشمل الحج والعمرة وزيارة المدينةالمنورة، إضافة إلى النمو في الزيارات التجارية. ونما عدد الحجاج في عام 2011 مسجلا 2.9 مليون حاج، بنسبة نمو بلغت %5 على أساس سنوي، مقارنة بعدد حجاج بلغ 2.8 مليون حاج في عام 2010. وخلال عام 2011، شكلت السياحة الدينية نسبة %40 من الزيارات، تليها زيارات أخرى بنسبة %21.8، وسجلت زيارات الأصدقاء والزيارات العائلية نسبة %20.5، كما ان الزيارات التجارية مثلت %14.2 من إجمالي الزيارات، فيما سجلت الزيارات للاستجمام وقضاء العطل نسبة %3.5. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن السياحة في السعودية تشمل أيضا الزيارات التجارية والاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، كما تشمل الزيارات الاجتماعية مثل زيارة الأصدقاء والأقارب. وتقدم مدينة الرياض الكثير من الفرص، كما أنها تقدم الكثير من فرص التعاقد والتفاهم في مجال الأعمال في السعودية. وقد نمت كل من مدينتي الرياضوجدة لتكونا بمنزلة المراكز التشريعية والإدارية والدبلوماسية والمالية والتجارية في المملكة. كما ان الرياض تحوي على مقرات للبعثات والسفارات الأجنبية، إضافة إلى الجامعات والبنوك والمقرات الرئيسية للشركات. على سبيل المثال، فإن معرض الرياض السنوي للسيارات، الذي يعقد سنويا في ديسمبر، هو واحد من المعارض التي تستقطب الآلاف من الزوار إلى الرياض لتبادل المعلومات، وإطلاق منتجات جديدة، وتعزيز التواصل المؤسسي بين الشركات. وهذا ما سمح للرياض بان تطور صناعتها الفندقية بوتيرة سريعة جدا لتلبية تزايد عدد السياح الدوليين، خصوصا ان نسبة كبيرة جدا من هؤلاء السياح يقيمون اما في الشقق المفروشة، وتبلغ نسبتهم %40.8، او في الفنادق، وتبلغ نسبتهم %35.6. تشكل الدول العربية ما نسبته %62 من السياح الدوليين الوافدين إلى السعودية، في حين تساهم آسيا بنسبة %32 من السياح الدوليين الوافدين إلى السعودية. فيما تمثل أوروبا نسبة %3 فقط من مجموع السياح الدوليين الوافدين إلى السعودية. كما ان ارتفاع دخل الأسر في الاقتصادات الناشئة، وليس فقط دول مجموعة بريكس التي تضم (البرازيل، روسيا، الهند والصين)، ولكن على نحو متزايد في باقي أنحاء جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية، لا تزال تزيد الطلب المتنامي على السياحة. وبالمثل، فإن تنامي التجارة الدولية لا سيما من الأسواق الناشئة، سيؤدي للحفاظ على الطلب بالنسبة للزيارات التجارية والأعمال. ومن هنا، فإننا نتوقع عدد السياح الدوليين الوافدين إلى السعودية أن ينمو بنسبة %5.1 على أساس سنوي يصل إلى 18.4 مليون سائح في عام 2012، وذلك ارتفاعا من 17.5 مليون سائح في عام 2011.