الخاسر الاكبر للايرادات هي ليبيا تتجه أوبك إلى تحقيق ايرادات شبه قياسية لصادرات النفط هذا العام بفضل ارتفاع الاسعار لاكثر من 100 دولار للبرميل وسيأمل العديد من الاعضاء أن تبقى الاسعار مرتفعة في الوقت الذي تواجه فيه تحديات تشمل ارتفاع الانفاق الاجتماعي وتراجع انتاج حقول. وبحسب بيانات مركز دراسات الطاقة العالمية تتجه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لتحقيق 894 مليار دولار من صادرات النفط في 2011 بزيادة 38 بالمئة عن ايرادات 2010 لتقترب من أعلى ايراداتها على الاطلاق. ويقول محللون إن الحاجة إلى ايرادات النفط المرتفعة لدى أعضاء أوبك زادت بشكل كبير بعد الاعلان عن برامج لزيادة الانفاق الاجتماعي على السكان لمواجهة الاضطرابات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال لورانس ايجلز المدير العالمي لبحوث النفط لدى جيه.بي مورجان (الزيادة الكبيرة في الانفاق بعد الربيع العربي أدت الى تغير ملحوظ في الايرادات النفطية المطلوبة لكي تضبط الدول المنتجة في الشرق الاوسط ميزانياتها). ويبدو أن أوبك المنقسمة بشأن سياسة الانتاج منذ يونيو حزيران تعتزم في اجتماعها يوم الاربعاء القادم في فيينا الاتفاق على مستوى جديد للانتاج يضفي الشرعية على مستوى الانتاج الفعلي الحالي البالغ نحو 30 مليون برميل يوميا. وفي حين أن فترة انقسام أوبك في أواخر التسعينات ساعدت على هبوط أسعار النفط فان متوسط الاسعار هذا العام قد يكون الاعلى على الاطلاق بسبب انقطاع الامدادات الليبية معظم العام وتوقف امدادات أخرى وارتفاع الطلب العالمي. وتجاوز سعر خام برنت 110 دولارات للبرميل منذ بداية العام وحتى الان مقارنة بالمستوى القياسي السابق البالغ نحو 100 دولار في 2008. وبناء على تقديرات مركز دراسات الطاقة العالمية فان العام الوحيد الذي كانت ايرادات أوبك فيه أكثر هو 2008 حين سجل النفط أعلى مستوى على الاطلاق بلغ 147 دولارا للبرميل وقبل أن تترك اندونيسيا المنظمة في نهاية ذلك العام وتحرمها من جزء صغير من الايرادات. وقال ليو درولاس مدير مركز دراسات الطاقة العالمية وكبير الاقتصاديين بالمركز الذي مقره لندن (هذا قريب جدا من المستويات القياسية ... الامر كله متعلق بالسعر). وعززت السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة انتاج النفط هذا العام لتعويض توقف الانتاج في ليبيا وهو ما جعلها تستفيد من بيع كميات اضافية بأسعار أعلى. لكن الخاسر الاكبر للايرادات هي ليبيا التي يتوقع مركز دراسات الطاقة العالمية أن تهبط ايرادات صادراتها النفطية الى نحو تسعة مليارات دولار فقط بسبب الانتفاضة ضد حكم معمر القذافي والحرب التي أوقفت صناعة النفط الليبية عدة أشهر.وذلك حسب وكالة (رويترز).