لم ينس سعيد الأحمد الوضع المؤلم الذي عاشه عندما وقف عاجزا عن إسعاف عدد من المصابين في حادث سير على أحد الطرق في الباحة. يقول الأحمد: رأيت ثلاثة من الجرحى ينزفون أمامي بغزارة جراء الاصطدام، واتصلت فورا بالهلال الأحمر الذي تأخر في الحضور، فيما المصابون يستغيثون وأنا بالقرب منهم لا أستطيع أن أقدم لهم الإسعافات الأولية التي أجهلها، فقد خشيت أن أسبب لهم مضاعفات وكسورا أثناء نقلهم إلى المستشفى. ويضيف الأحمد: بعد مضي فترة طويلة وصل المسعفون وحملوا المصابين وهم في وضع يرثى له.. وكثيرا ما يواجه العابرين على طرق الباحة هذا السيناريو للنقص في عدد مسعفي الهلال الأحمر، فإذا وقع أي حادث يتطوع الأهالي لتقديم الإسعاف رغم جهلهم بأساسياته، وأحيانا يلحقون بالمصابين مضاعفات تؤدي إلى الشلل دون قصد. ويأمل عيد الغامدي أن يلتفت الهلال الأحمر لهذا الأمر ويكثف من أجهزته وأفراده في الباحة. واتفق معه خالد السالم، مشيرا إلى أن نسبة المصابين في الحوادث إلى المسعفين خمسة إلى واحد. وقال إن الأهالي دائما ما يتطوعون لنقل المصابين في مركباتهم الخاصة التي تخلوا من التجهيزات. وطالب بتدارك الوضع حقنا لدماء العابرين على الطرق. مدير فرع جمعية الهلال الأحمر بمنطقة الباحة خالد الغامدي أقر هو الآخر بقلة المسعفين لديهم، مشيرا إلى أن العدد المتوفر حاليا في كافة مراكز المنطقة بما فيها مدينة الباحة 83 مسعفا وسائقا، في حين يحتاجون على الأقل ل106 مسعفين، وعزا المشكلة إلى أن خريجي تخصص فني مسعف قليلون جدا، لافتا إلى أن لديهم 45 وظيفة شاغرة تحت مسمى فني مسعف لم يتقدم إليها أحد، موضحا أن المراكز مصنفة إلى ثلاث فئات (د، ج، ب) وتختلف حاجة كل مركز حسب تصنيفه وتتراوح الحاجة الفعلية لكل مركز على التوالي ل9 و12 و16 مسعفا وسائقا. وحول كيفية التعامل مع الحوادث إذا ما أغلق المركز لعدم وجود مسعفين قال: يباشر الحادث أقرب مركز متوفر.