بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رعى فخامة الرئيس عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال مساء أمس وبحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس مجلس إدارة الهيئة العالمية لتحفيظ القران الكريم وتحويده الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حفل ختام مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز وتجويده في قارة إفريقيا. وقد بديء الحفل بآيات من الذكر الحكيم لأحد الطلاب الحفظة ، ثم ألقى رئيس لجنة التحكيم الشيخ أحمد المعصراوي كلمة أكد فيها أن مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لقارة إفريقيا إحدى ثمرات الهيئة العالمية لتحفيظ القران الكريم وأن المملكة العربية السعودية هي صاحبة السبق في هذا المجال حيث أقامت أول مسابقة للقران الكريم منذ ثلاثة وثلاثون عاماً بمكة المكرمة ، وكانت سنة بعد سنة وأقتدى بها كثير من البلدان العربية والإسلامية. عقب ذلك ألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السنغال عبدالعزيز العيفان كلمة قال فيها (من فضل الله علينا أن أنزل كتابه الذي ختم به الرسالات وارتضاه للناس إلى قيام الساعة ، كما أن الله جل وعلا قيض رجالاً لخدمة القرآن الكريم وأعني بهم ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له بأذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله ، فجزاهم الله خير الجزاء على ما بذلوه من وقت وجهد لإعلاء كلمة الله ودعم القرآن الكريم وأهله). عقب ذلك ألقيت كلمة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ألقاها معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي حيث قال // الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور وأرسل إلينا خير رسله وخاتمهم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. فخامة الرئيس عبدالله واد ، أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي من بلاد الحرمين الشريفين ، أحييكم وأحيي هذا الحفل الكريم بتحية الإسلام فسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته : لقد أنزل الله تعالى على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خير كتبه ، وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم ، هداية للناس وبشرى للمؤمنين، قال تعالى [قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام] ، وقال تعالى [إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيراً] ، وأمرنا رب العالمين بالاعتصام به [واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون] ، وفي التمسك بالقران الكريم عز الأمة الإسلامية وصلاحها وفلاحها ، تكفل الله بحفظه على مدى الأزمان [إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] ، [ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر] ، وحث نبينا صلى الله عليه وسلم على تعلمه وتعليمه فقال [خيركم من تعلم القران وعلمه]. فخامة الرئيس ، إن من نعم الله وفضله على عبده المؤمن أن يجعله من أهل الاعتناء بكتابه العزيز ، تلاوة له آناء الليل وأطراف النهار ، وحفظاً لما تيسر منه ، وتدبراً لما اشتملت عليه آياته من الأحكام والآداب والعبر ، وتوفيقاً له لخدمته ونشره في الأمة بطباعة المصحف الشريف أو كتب التفسير أو تشجيع أبناء المسلمين على حفظ القران وتجويده لينشأ منهم جيل صالح متمسك بدينه ، مستقيم على منهاج الشريعة المطهرة في سماحتها ووسطيتها ، لا غلو ولا جفاء ، لا إفراط ولا تفريط. إن احتضان جمهورية السنغال لهذه المسابقة لحفظ القران الكريم وتجويده على مستوى القارة الإفريقية ، وحرص فخامتكم على استضافة المتسابقين من دول المنطقة ورعايتكم الكريمة لحفلها من الإسهام المبرور الذي يندرج في خدمة كتاب الله ، والذي يدل على ما لديكم من حرص على الخير والتعاون في سبله ومجالاته ، عملا بقوله تعالى [وتعاونوا على البر والتقوى] ، وهو تأكيد لمتانة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية السنغالية ، وإني لآمل أن يتواصل هذا العمل المبارك ، واثقاً باستمرار فخامتكم في تقديم العون والمساندة لهذه المسابقة ابتغاء مرضاة الله أولا ثم ترسيخاً لوشائج التعاون المتميز بين بلدينا الشقيقين ، ولا يفوتني أن أزجي لفخامتكم من أخيكم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، متعه الله بتمام الصحة والعافية ، تحياته الطيبة ، متمنيا لكم العون والسداد ، وللشعب الشقيق المزيد من التقدم والازدهار في ظل الأمن والاستقرار ، وفي الختام أتوجه بالتهنئة لأبنائي الفائزين في المسابقة بمختلف فروعها ، سائلاً الله لهم ولسائر المشاركين الإخلاص والعون على الاستمرار في الاهتمام بكتابه والعمل بأوامره والتجنب لنواهيه والتأدب بآدابه ، والشكر والتقدير لرابطة العالم الإسلامي وللهيئة العالمية لتحفيظ القران على ما بذلوه من جهود في هذا المجال ، والشكر موصول للجان التي أسهمت في إنجاح هذه المسابقة من السنغال وخارجها وللمسؤولين في سفارة خادم الحرمين الشريفين بالسنغال ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته). ثم ألقى فخامة الرئيس عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال كلمة رحب خلالها بالحضور وجدد شكره وامتنانه لخادمالحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لما وفره من إمكانات من أجل تنظيم هذا الحفل في السنغال ، مطالباً أن تنظم مثل هذه المسابقات بشكل دائم بين الدول. وقال إن هذه المسابقة تشكل أفضل رد على الذين يسعون إلى المساس بالإسلام ورموزه متمناً أن يعود الجميع إلى بلدانهم سالمين ، وكرر في ختام كلمته شكره لخادم الحرمين الشريفين على دعمه الدائم والمستمر للسنغال. بعد ذلك تم توزيع الجوائز على الفائزين في فروع السابقة الأربعة وهي حفظ القرآن الكريم وتجويده بالقراءات العشر ، وحفظ القرآن بالسند المتصل ، وحفظ القرآن تحت سن 20 سنة ، وفرع صغار الحفاظ. تجدر الإشارة إلى أن عدد المتسابقين في هذه السنة بلغ أكثر من 3300 متسابق من 28 دولة إفريقية.