لا يزال طريق الفيل بمنطقة الباحة يمثل معلما اثريا عملاقا ومحطة من محطات السياحة في المنطقة . ولازالت تثور الكثير من التساؤلات حول هذا الطريق التاريخي العملاق الذي جاء ذكره في القرآن الكريم حيث كانت القوافل تتجه من اليمن عبره إلى مكةالمكرمة ومنها إلى بلاد الشام صيفا وتعود عبره القوافل شتاء عبر الرحلة المشهورة الخالدة رحلة الشتاء والصيف. يعده المؤرخون والمهتمون بالاثار من المعالم الأثرية التي تلفت إليها الأنظار ويعود إنشاء هذا الطريق إلى أكثر من (1400) سنة على أقل تقدير حيث كان طريق التجارة المعروفة التي تتجه من اليمن إلى مكة ومن ثم إلى بلاد الشام إلا أنه ارتبط باسم الفيل لأن أبرهة الحبشي عبر الطريق نفسه عندما أراد هدم الكعبة المشرفة. وقد تميز الطريق بالرصف بطريقة فنية وتقنية معينة حيث لا تزال العديد من أجزائه محتفظة بكافة مبانيها على الرغم من كل السنين التي مرت عليه ويضم الكثير من الكتابات والرسومات المختلفة اضافة إلى رسومات الفيل التي تتواجد منحوتة بشكل دقيق على قارعة الطريق وفي مسافات متباينة ومتباعدة تستوقف كل من يشاهدها و العجيب أن الطريق خضع إلى عملية ترقيم تحدد مسافاته حيث تظهر واضحة برموزها العددية على جنبات الطريق. وتبين استخدام أنواع معينة من الحجارة الملساء في رصف الطريق بطريقة متساوية تماما بعضها مع بعض وكذلك استخدام حجارة أخرى من المواقع المجاورة للطريق لبناء رصيف خاص بالطريق على الجانبين في كثير من المواقع لتكون بمثابة حواجز صخرية اضافة إلى وضع ما يشبه الطريق المزدوج الذي يتفرع من بعض منحدرات الأودية والتي يضيق فيها الطريق حيث يسهل مرور القوافل ويبلغ عرض الطريق قرابة الأربعة أمتار كما استخدم فى بنائه طريقة مختلفة تشبه الجص في ممرات الأودية.