في الوقت الذي كان فيه طلاب مدارس محافظة الداير وجبال فيفا (100 كيلومتر تقريباً شرق جازان) يصطفون للطابور الصباحي صباح أمس تحركت الأرض من تحتهم، ما أصابهم وأهاليهم الذين كانوا يستعدون للذهاب إلى أعمالهم بالهلع. ولم تسجل إصابات جراء الزلزال الذي استمر نحو 10 ثوان، بحسب المدير العام للدفاع المدني في منطقة جازان العميد حمود الحساني الذي ذكر أن غرفة القيادة في الدفاع المدني لم تتلق أي بلاغ عن أضرار. ولم يفصح الحساني عن درجة الهزة ومدتها، لأنه ينتظر تقرير المركز الوطني للزلازل والبراكين، معتبراً أن «الوضع طبيعي ولا داعي للقلق، فالمنطقة تقع ضمن حزام زلزالي وشهدت عدداً من الهزات البسيطة سابقاً بدرجات متفاوتة من 3 إلى 4 على مقياس ريختر». من جهته، أوضح محافظ محافظة الداير عيسى صدام :أن الهزة الأرضية استمرت ثواني بسيطة وشعر بها المواطنون والمقيمون، مشيراً إلى أن الجميع عادوا إلى ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي. وروى أحمد الداثري : ما أحس به وقت الزلزال «كنت في سوق الغنم لحظة حدوث الهزة وأحسست أن المنازل والأبنية المجاورة ستتهاوى فغادرت فزعاً إلى منزلي القريب للاطمئنان على أطفالي ووجدتهم نائمين». وتحدث محمد قاسم الفيفي (وهو معلم) عن لحظات الرعب التي تلت حصول الهزة في المدرسة التي كان فيها: «عندما كان الطلاب والمعلمون في ساحة المدرسة حصلت الهزة التي كادت تفقدني توازني وأفقدت الجميع تركيزهم ودخل بعض التلاميذ من صغار السن في حالة بكاء في الوقت الذي أمسك فيه مدير المدرسة مايكرفون الإذاعة، طالباً من الجميع الهدوء والدعاء لله وقدم بعض الإرشادات». وأشار إلى أنه اتصل وقتها بزوجته التي كانت تبكي فزعة «طمأنتها وأنا أضع يدي على قلبي خوفاً من هزة ارتدادية بعد أن سمعت أحد زملائي يتحدث عن هذا الاحتمال». واستغرب الفيفي عدم وجود خطة طوارئ لمنسوبي المدرسة: «طوال 9 سنوات في التدريس لم ننفذ خطة إخلاء وليس لنا دراية بكيفية التعامل مع حدوث الزلازل ولا أدري إلى متى سيستمر هذا الحال». وفي هذا الجانب طالب عضو اللجنة الدولية لتخفيف المخاطر الزلزالية في السعودية الدكتور عبدالله العمري بتفعيل خطة الطوارئ التي أنشأها الدفاع المدني بأسرع وقت لمواجهة خطر الانهيارات الأرضية والهزات والزلازل المتواصلة في المنطقة منذ فترة قريبة. وأوضح أن الخطة لا بد من أن تعتمد على الإنقاذ والرصد والإخلاء وإنشاء غرف عمليات لمتابعة هذه المخاطر في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن منطقتي جازان ونجران معرضتان للزلازل بشكل كبير. وذكر مصدر مطلع في مديرية الدفاع المدني : أن خطة التدريب على إخلاء المدارس أثناء الطوارئ من حرائق أو زلازل موجودة على الورق منذ سنتين، لكنها لم تجد طريقها للمدارس وهي مهمة جداً بعد مجموعة من الهزات التي حصلت في الأشهر الثلاثة الماضية. وكان أهالي محافظة العارضة (50 كلم تقريباً شرق جازان) أحسوا بهزتين مشابهتين في أوائل شهر شعبان الماضي. يذكر أن الأمطار تواصل هطولها على القطاع الجبلي وتحديداً فيفا منذ أسبوعين ويعاني سكان الجبل حالياً من صعوبة في التنقل بعد أصبحت الطرق في معظمها غير صالحة لعبور السيارات.