بعد أن اعترض على طريقة إعتقاله التعسفيه أصدر وزير الداخلية بمملكة البحرين، الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، السبت، قراراً بإحالة عدد من أفراد الأمن إلى محاكمة عسكرية، بعد قيامهم بالاعتداء بالضرب والتنكيل بشاب سعودي قبل أكثر من شهرين، إلى أن تم الكشف عن القضية مؤخراً، بعد بث شريط فيديو يصور الواقعة. وجاء في بيان صدر عن الوزارة البحرينية أنه "حول ما بثته قناة عربية يوم (السبت)، من تسجيل مرئي قصير بشأن تعرض مواطن سعودي للاعتداء، من قبل رجال الأمن البحرينيين بتاريخ 22 مايو/ أيار 2010، فقد أمر وزير الداخلية بمحاسبة كل من قام بهذا الأمر، ومن تجاوز واجباته، وكذلك كل من تسبب في تأخير معالجة هذه الواقعة، وإحالة المتورطين إلى المحكمة العسكرية." وأكد آل خليفة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء البحرينية الرسمية "بنا"، أن "ما حدث هو أمر غير مقبول تحت أية مبررات، ويخالف القانون، ويخرج عن نهج وسياسة الوزارة"، كما شدد على أن "وزارة الداخلية حريصة على أن يلتزم رجال الأمن باحترام القانون دون أي تجاوز." وفيما لم يتم الكشف عن اسم أفراد الشرطة الذين تمت إحالتهم للمحكمة العسكرية، أو اسم الشاب السعودي، فقد ذكرت تقارير صحفية بالرياض أنه يبلغ من العمر 34 عاماً، كما أفادت بأن أحد الضباط البحرينيين، المتورطين في الاعتداء، يحمل أيضاً الجنسية السعودية. وأظهر الفيديو الذي بثته فضائية "العربية" السعودية السبت، عدداً من أفراد الشرطة يحيطون بشاب يرتدي بطلوناً داكناً وقميصاً أزرق، ثم بدا الشاب وهو يستلقي على ظهره، قبل أن يبادر بضرب أحد أفراد الشرطة في ساقه، فما كان من الأخير إلا أن قام بتوجيه عدة ركلات إلى الشاب، وانضم إليه عدد آخر من أفراد الشرطة. وتعود تفاصيل القضية، حسبما أوردت صحيفة "اليوم" السعودية، إلى مساء يوم 22 مايو/ أيار الماضي، عندما حاول الشاب السعودي، أثناء عودته من زيارة لمملكة البحرين، تجاوز إحدى السيارات التي كانت تسير أمامه، وكان قائدها يتحدث في هاتفه النقال، تبين لاحقاً أنه ضابط بالشرطة البحرينية. وذكرت الصحيفة السعودية أن الضابط أصر على عدم منح الفرصة للشاب السعودي بالتجاوز، بسبب انشغاله بالحديث في الموبايل، وعند انتهائه من المكالمة، منح السيارات التي اصطفت خلفه الفرصة للتجاوز وكان معظمها يحمل اللوحات البحرينية، باستثناء سيارة الشاب السعودي التي تحمل لوحات سعودية. وتابعت الصحيفة أن الشاب السعودي بادر بإطلاق منبه سيارته، معترضاً على تصرف الضابط، الذي استشاط غضباً وبادر إلى الاتصال على بوابات دخول الجسر، الذي يربط بين البحرين والسعودية، وطالب باحتجاز الشاب وسيارته دون أن يرتكب أي مخالفة. وعند وصول الشاب لبوابات الجسر، تم نقله إلى مركز الفحص بمقر وزارة الداخلية البحرينية، وهناك اتهم الضابط البحريني الشاب السعودي بتناول الخمر أثناء القيادة، مما أدى إلى احتدام النقاش بين الاثنين، فقام أفراد مرور البحرين وبعض رجال الشرطة المتواجدين بالاعتداء على الشاب بالضرب مجاملة للضابط، بحسب الصحيفة. وتابعت أنه "عندما تعالت صرخات المواطن السعودي، مما لفت نظر أحد الحقوقيين، الذي تصادف مروره بالقرب من موقع الاعتداء داخل مقر وزارة الداخلية، وأثناء مشاهدته حالة الاعتداء الوحشي على المواطن، قام بتصويرها بجهاز بلاك بيري." كما نقلت الصحيفة عن الحقوقي، الذي لم تكشف عن هويته، أنه "بعد سقوط الشاب على الأرض توقع انتهاء الاعتداء بعد أن تمت السيطرة على الشاب وتكبيل يديه بالقيود، إلا أن ذلك لم يحدث واستمر الاعتداء، عندها قرر تصوير ما يحدث، وتسليم المقطع للسفارة السعودية، التي باشرت الحادث، وتوجه مندوبها لسجن مرور البحرين للتأكد من أن الذي ظهر في المقطع مواطن سعودي الجنسية." وأضافت أن مندوب السفارة عثر على الشاب السعودي داخل التوقيف، يئن من الألم، وملابسه ملطخة بالدماء، وتبين أن الاعتداء عليه استمر حتى داخل التوقيف بواسطة الضابط نفسه، فبادر إلى استدعاء الإسعاف لنقله إلى مستشفى خاص للعلاج، وكشف التقرير المبدئي عن إصابته بكسر في ذراعه اليسرى، وضلعين بجانبه الأيسر، وجرح قطعي في مقدمة رأسه.