وصفت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الفيلم المسيء للقرآن الكريم الذي بثه على الإنترنت النائب الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز بعنوان "فتنة" مساء الخميس الماضي بأنه عمل مستهجن يهدف إلى إثارة الكراهية والبغضاء بين الشعوب كما يهدف إلى نشر الفتنة بين الناس. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي قي بيان أمس أن الرابطة والهيئات والمراكز والمكاتب الإسلامية التابعة لها في العالم تستنكر إعداد الفيلم وبثه للإساءة للقرآن الكريم وبث المزاعم الباطلة حوله واتهام الإسلام بالتحريض على الإرهاب. وقال إن رابطة العالم الإسلامي تهيب بالمسلمين وحكوماتهم ومنظماتهم ووسائل الإعلام في بلدانهم بالسعي لتحقيق أعلى درجات التعاون فيما بينهم للتعريف بالإسلام والاعتزاز بكتابه. كما تطالب الحكومات والمنظمات الإسلامية الرسمية منها والشعبية ببذل الجهود المشتركة في الدفاع عن القرآن وتعرية محاولات الأعداء وفضحها لتعرف الشعوب الأخرى صلابة المسلمين في الدفاع عن كتاب ربهم . وفي سياق متصل، أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة عرض الفيلم، وأشار الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان أمس إلى أن هذا الفيلم عمل متعمد يهدف إلى التمييز ضد المسلمين وتشويه الدين الإسلامي ويقصد منه التحريض على إثارة القلاقل وتهديد الأمن والاستقرار في العالم . وأوضح أوغلي أن هذا العمل يبرر ويؤكد ما سبق أن طالبت به المنظمة من ضرورة إصدار الأممالمتحدة قرارا ملزما بتحريم مثل هذه التحرشات وضرورة وضع قوانين تشريعية في كل دولة ضد الأعمال الشبيهة كالتي قام بها النائب الهولندي وغيره من الجماعات المتطرفة التي تدعو إلى العنف والكراهية بواسطة الإساءة إلى الأديان وإساءة استعمال حرية التعبير. وقد تواصلت أمس لليوم الثاني على التوالي ردود الفعل الغاضبة إسلاميا ودوليا على عرض فيلم "الفتنة". ففي القاهرة، أدان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس إذاعة الفيلم. وانتقد مجلس الكنائس العالمي في جنيف الفيلم، ووصفه بأنّه "دعوة صريحة لنشر الكراهية ضد الإسلام" (إسلاموفوبيا). وأدان ثلاثة مقررين بالأممالمتحدة دودو ديين، واسماء جاهنجير، أمببي ليجابو "الطبيعة الاستفزازية" للفيلم الذي يربط بين أعمال العنف التي يرتكبها بعض المتشددين الإسلاميين وبين القرآن. وحذر رئيس الحكومة الهولندية يان بيتر بالكانيندا أمس من انتظار الأسوأ كرد فعل على الفيلم. وقال عضو البرلمان الأردني علي الضلاعين إنه سيتقدم بمذكرة إلى البرلمان اليوم يطالب فيها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هولندا وطرد سفيرها من عمان. وأدان وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الفيلم خلال اجتماعهم أمس في سلوفينا واعتبروه مثيرا للعداء والكراهية وتم إدراج هذه الإدانة في البيان الختامي للاجتماع الذي صدر مساء أمس. وأعلنت معظم المساجد بكبريات المدن الهولندية عن "يوم مفتوح" اليوم لاستقبال الهولنديين والمسلمين، وعقد منتديات حول الإسلام والقرآن، وتصحيح الصور الخاطئة التي أوردها فيلم "الفتنة". انقسمت الأحزاب السياسية الدنماركية ما بين مؤيد ومعارض لانتقاد رئيس وزراء الدنمارك أرسين سيموسن الفيلم. وعبر وزير الخارجية بيير موللر عن خشيته من دمج قضية الرسوم الكاريكاتيرية مع فيلم "فتنة" مما سيضع الدنمارك في خط النار مجددا. وشهدت العاصمة كوبنهاجن لأول مرة تجمعاً ل 30 جمعية ومنظمة إسلامية لمواجهة ما يسمى ب "كراهية الغرب للإسلام"، في وقت تجنبت فيه الجالية الإسلامية التظاهر ضد الفيلم واكتفت بالتنديد. وكان رد فعل الجالية الإسلامية في بلجيكا مختلفا عن غيرها في المدن الإسلامية. فقد بادرت الرابطة العربية الأوروبية في بلجيكا وفرعها في هولندا بعرض فيلم أمس حول الإنجيل على شبكة الإنترنت للأفلام "يو تيوب" بعنوان "المفتونون" استغرق سبعة دقائق. وجاء الفيلم على ذات النسق الذي عرض به فيلم الفتنة حيث تصدر المشهد الأول صورة الإنجيل ونصوص منه تدعو إلى استخدم العنف والقوة، ثم يظهر وجه فيلدرز بتعليق يقول إنه صهيوني عنصري بالفعل والقول. وأعقب ذلك مشاهد عنف وإرهاب ارتكبت في حق المسلمين منها تعذيب العراقيين في سجون أبو غريب على أيدي الأمريكيين، وقتل الفلسطينيين على أيدي اليهود.