أكد تقرير لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز أن استخدام العلاج المضاد لفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" نتج عنه خفض معدلات الوفيات بشكل كبير ويمكن أن يقلل أعداد المصابين الجدد بهذا الفيروس حيث أظهرت الإحصائيات الجديدة أن معدلات الإصابة بين الشباب في أكثر 15 دولة حول العالم قد انخفضت بشكل كبير بسبب تبني الشباب سلوكيات جنسية مأمونة. وأضاف التقرير الذي وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة أمس بمناسبة استضافة العاصمة النمساوية فيينا المؤتمر الدولي حول الإيدز الشهر الجاري أنه يوجد نحو 4ر33 مليون شخص متعايش مع فيروس الإيدز في العالم وفقا لإحصائية عام 2008، بينما يوجد 7ر2 مليون إصابة جديدة بالفيروس، وقد توفى نحو 2 مليون شخص بسبب المرض، مشيرا إلى تراجع معدلات الانتشار بين الشباب بنسبة 25% فيما بين 15 إلى 25 دولة حول العالم من الدول التي تشهد أعلى معدلات إصابة بالإيدز. وأضاف التقرير أن كل من إثيوبيا وكينيا ومالاوي وكوت ديفوار وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي وناميبيا شهدت تراجعا كبيرا في معدلات انتشار المرض بسبب التغير في سلوكيات الشباب، مؤكدا أن الاستثمار في مكافحة هذا الفيروس أثبت جديته في ضوء التقديرات التي تؤكد الحاجة إلى توفير تمويل يقدر بنحو 8ر26 مليار دولار هذا العام لمكافحة وعلاج المرض وتقديم الرعاية والدعم. وطالب التقرير بتخصيص ما بين 5.% إلى 3% من موارد الحكومات في مكافحة الإيدز, حيث زادت حكومة جنوب أفريقيا ميزانية مكافحة الإيدز بنسبة 30% لتبلغ مليار دولار العام الجاري. وأشار إلى أن 68 دولة متوسطة ومنخفضة المستوى المعيشي التي يعيش بها 26% من المتعايشين مع فيروس الإيدز تحصل علي 17% من الدعم الدولي المقدم لمكافحة المرض. وأضاف التقرير أن التوجه الجديد في مكافحة المرض من خلال العلاج الجديد الذي يعرف باسم 2.0 يمكن أن ينتج عنه خفض معدلات الإصابات بمليون شخص سنويا ويخفض نفقات العلاج ويبسط من عملية استخدام الدواء ويخفف العبء على الأنظمة الصحية ويحسن نوعية حياة المصابين وأسرهم, إذا وفرت الدول العلاج المضاد للفيروسات الرجعية لجميع الأشخاص المحتاجين، مشيرا إلى أن نحو خمسة ملايين شخصا من بين 15 مليونا في حاجة ماسة إلى الأدوية لإنقاذ حياتهم. وأضاف البرنامج أن نحو ثلث الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج يحصلون على الأدوية المنقذة للحياة. ومن أجل إنجاح النهج العلاجي الجديد دعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات على خمسة أصعدة أساسية. فقد دعا التقرير أولا إلى تصنيع حبة لا تحوي كمية عالية من السموم وبسيطة في استعمالها حتى يمكن مراقبة نجاح العلاج. وثانيا تشير الأدلة إلى أن الأشخاص المتعايشين مع المرض الذين يأخذون علاج المضادات للفيروس تقل احتمالات نقلهم للفيروس مما يعني أن هذا سيقلل من عدد الإصابات الجديدة بنحو الثلث سنويا. وثالثا يحث التقرير على خفض تكلفة العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات الرجعية، خصوصا ما يتعلق بنفقات المستشفيات ومراقبة العلاج. ورابعا أكد البرنامج أهمية إجراء الفحوصات الطبية الطوعية خصوصا أن بدء العلاج منذ بداية الإصابة بالمرض يعزز من فعالية العلاج ويزيد من معدل العمر. وأخيرا يمكن أن يكون (علاج 2.0) ناجحا إذا ما أشركنا المجتمعات في إدارة عملية العلاج والرعاية.