انتقلت معركة شركة اتحاد اتصالات (موبايلي) وشركة الاتصالات السعودية المتنقلة (زين) ضد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى ساحة القضاء السعودي، وذلك بعد أن كشفت الأولى عن أنها رفعت دعوى قضائية ضد الهيئة، فيما قررت الثانية أن تسلك الطريق نفسها. ويأتي تحرك «موبايلي» و«زين»، بعد أن قررت الهيئة إجبار شركات الاتصالات السعودية على إلغاء خدمة الاستقبال المجاني للمكالمات أثناء التجوال الدولي، وذلك بداعي التأثير السلبي لهذه الخدمة على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وكشفت شركة اتحاد اتصالات (موبايلي) ل«عكاظ» أمس، أنها رفعت أمام القضاء السعودي دعوى قضائية ضد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك لمنع تنفيذ قرار إلغاء مجانية استقبال المكالمات الدولية أثناء التجوال الدولي، فيما أكدت «زين» أنها ستلجأ إلى القضاء لمنع تطبيق قرار الهيئة. وقال مصدر مسؤول في «موبايلي» إن جلسة التقاضي بين شركته وهيئة الاتصالات ستتم خلال أسابيع، مشددا على أن قرار الهيئة مخالف للأنظمة واللوائح وليس له أي سند قانوني. وأوضح ل«عكاظ» المتحدث الرسمي ونائب الرئيس للعلاقات العامة والإعلام لشركة اتحاد اتصالات «موبايلي» حمود الغبيني أن دعوى التأثير السلبي لاستقبال المكالمات المجاني أثناء التجوال غير منطقية، مشددا على أن القرار في حال تطبيقه سيضر بشركات الاتصالات وبالعملاء أيضا، إضافة إلى الإضرار بإيرادات الهيئة نفسها. وقال في هذا الخصوص «إن استقبال المكالمات أثناء التجوال الدولي بالمجان، ساهم في رفع أرباح الشركة في العامين الماضيين، وهو ما أدى إلى ارتفاع إيرادات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تحصل على 15 في المائة من أرباح الشركة»، في إشارة منه إلى أن الهيئة تجني أرباحا غير مباشرة جراء تنفيذ هذه الخدمة. وشدد على أن هناك فرقا شاسعا بين الخدمات المتعلقة بالشبكة الواحدة، وخدمة (تجوالي) المجانية التي تقدمها شركته. وقال الغبيني إن خدمة (تجوالي) المجانية التي يستفيد منها عملاء الشركة تتماشى مع ضوابط الهيئة والضوابط الأمنية في المملكة و لوائحها المعمول بها. من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة زين الدكتور سعد البراك أن الشركة بصدد رفع دعوى ضد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات؛ بسبب فرض رسوم على الشبكة الواحدة. وأكد البراك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في الرياض، أن شركة زين حققت إيرادات العام الماضي تفوق ثلاثة مليارات ريال، وأن عدد عملائها وصل إلى ستة ملايين عميل. وطالب البراك جميع المتضررين من عدم نقل الأرقام من شركة لأخرى برفع قضايا لأن هذا يضر بمصلحتهم. وقال إن «هناك خططا تطويرية كثيرة للشركة ونطمح أن نصل خلال العام الحالي إلى سبعة ملايين عميل»، مؤكدا أن الشركة تسعى لخدمة عملائها في كل مكان خارج التنافس السعري بين الشركات. وبين البراك أن الشركة تدرس حاليا تحويل قرض بقيمة 577 مليون دولار لرأسمال الشركة، موضحا أن بيع بعض أصول الشركة في أفريقيا أمر جيد وإيجابي، معلنا في الوقت ذاته أنه ملتزم بالعمل في شركة زين السعودية وأن استقالته من الشركة الكويتية كانت إيجابية وأنه لم تكن هنالك أية مشكلات، وأن شركة زين حققت نتائج جيدة رغم الأزمة المالية العالمية. وشدد البراك على التزام «زين» بقرار هيئة الاتصالات المتعلق بالتجوال الدولي. وكشف عن أن هناك معوقات كثيرة تواجه الشركة، ولكن باستطاعتها التغلب عليها، مؤكدا أنه كان هناك اتفاق بين شركات الاتصالات في المملكة لحل جميع ما يعترض عملها خلال شهر ينتهي في 25 شباط (فبراير) الحالي، وحينها سنرى مصداقية هيئة الاتصالات. وحول سؤال عن رأيه في ما ذكره وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الذي قال إن عدم نقل الأرقام بين الشركات ناتج عن سبب إداري وتنظيمي، أجاب البراك بقوله «إننا مستعدون إداريا وتشغيليا وتنظيميا منذ فترة طويلة لنقل الأرقام بين المشغلين». وعلى صعيد متصل، قال مدير الإدارة العامة للشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات السعودية محمد الفرج ل«عكاظ»: إن الشركة لن تطبق قرار هيئة الاتصالات القاضي بمنع مجانية استقبال المكالمات أثناء التجوال الدولي. وقال «نحترم الأبعاد الأمنية والاقتصادية لقرار هيئة الاتصالات، لكننا سنقف مع عملاء التميز وهم أشخاص معروفون ومهمون بالنسبة لنا».