حذر وزير الحرب الصهيوني المتطرف إيهود باراك، من نشوب حرب شاملة بين إسرائيل وسوريا ما لم تتوصلا إلى تسوية سياسية، حسبما أوردت مصادر إعلامية إسرائيلية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن باراك قوله إن الجانبين سيعودان بعد حرب كهذه إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، وسيبحثان المواضيع ذاتها التي يبحثانها منذ 15 سنة. وأضاف قائلاً، في تصريحاته التي أدلى بها أمام كبار قيادات الجيش الصهيوني وأوردتها صحيفة هآرتس: في ظل غياب اتفاق مع سوريا.. نحن معرضون للدخول في مواجهة عسكرية، قد يتسع نطاقها للتحول إلى حرب إقليمية. ويأتي التحذير في تصريحات حادة غير مسبوقة من المسؤول الصهيوني، الذي لطالما دعا لإستئناف محادثات السلام مع دمشق. وتابع باراك قائلاً، إن التسوية السياسية لا تعتبر حلم الطرف الثاني، وإنما ستكون خيار اللاخيار. وأضاف باراك أن الشرق الأوسط هو مكان صعب لا رأفة فيه بالضعفاء ولا فرصة ثانية، ولن يتم تحقيق اتفاق سياسي ما دام الجانب الثاني يعتقد أن إسرائيل ضعيفة وبالإمكان استنزافها أو الإيقاع بها في فخ الدبلوماسية. وكانت محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا بوساطة تركية بدأت في مايو 2008 قبل توقفها إثر العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية ديسمبر 2008. وفي نوفمبر، قال الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال زيارة لفرنسا، إن عملية السلام في الشرق الأوسط ينقصها شريك إسرائيلي يكون مستعداً للقيام بعملية السلام أو إنجاز السلام، مشيراً إلى أن دعوة إسرائيل لاستئناف المحادثات هي مجرد لعب بالألفاظ. وقال الأسد، بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إنه تم بحث عملية السلام المتوقفة، والدور الفرنسي الممكن لدفعها، موضحاً أن هناك طرفاً سورياً يرغب بالسلام.. وهناك وسيط تركي مستعد للقيام بدوره كوسيط بين الطرفين.. وهناك دعم فرنسي وأوروبي ودولي لهذه العملية. وتزامنت تصريحات باراك مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني، الذي يقوم حاليا زيارة إلى إسرائيل، الذي قال إن تل أبيب لا بد من أن تتوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا مقابل إعادة هضبة الجولان المحتلة لأن السلام مع سوريا يعتبر تحولا استراتيجيا في المنطقة. وأعرب رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عن رغبته في انضمام إسرائيل إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقال برلسكوني في مستهل زيارته للدولة العبرية إن انضمام إسرائيل للاتحاد الأوروبي يمثل أكبر أمنية يرغب في تحقيقها، مادام مستمرا في عمله بالسياسة. ومن جانبه أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنظيره الإيطالي ووصفه بأنه أحد أعظم أصدقاء إسرائيل وأضاف أن زيارة برلسكوني تاريخية”. وفي أعقاب مراسم الاستقبال العسكرية أشاد برلسكوني بالصداقة الكبيرة والحب الذي يكنه في صدره لإسرائيل وشعبها، على حد قوله. وكان برلسكوني وصل إلى دولة الاحتلال بعد ظهر الاثنين في بداية زيارة تستمر ثلاثة أيام، يتوقع أن يزور خلالها الضفة الغربيةالمحتلة أيضا. ومن المتوقع أن يلتقي برلسكوني مع مسؤولين فلسطينيين في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية اليوم.