رفض القاص والروائي الدكتور محمد بن عبد الرحمن الحضيف مصطلح الأدب الإسلامي، ووصفه بأنه «قتل للإبداع في نفس الكاتب»، مشيرا إلى أنه «مع مفهوم الأدب الأخلاقي الذي يحمل القيم الأخلاقية السامية أيا كانت عقيدة كاتبه». وقرأ الحضيف في أمسيته القصصية التي دعت إليها جماعة السرد في نادي القصيم الأدبي أخيرا عددا من قصصه القصيرة التي حملت عناوين مختلفة منها: وداعا هيا، قاومي ليلى، زينب يعتصرها الأسى، وقصة المطاردة. قدم للأمسية فوزان الفوزان الذي عرف بالضيف وإسهاماته الفكرية والثقافية، وقد تفاعل حضور الأمسية مع إلقاء الحضيف لنصوصه القصصية التي لامست هموما إنسانية ووجدانية. ورد الحضيف على أسئلة المداخلات بصراحة مطلقة حين رفض مفهوم الأدب الإسلامي وتصنيفه خارج الأدب، مرجعا نشوء هذا المصطلح (الأدب الإسلامي) إلى بدايات الصراع بين الناصريين والإسلاميين في مصر، خصوصا عند الإخوان المسلمين. وذكر أن السبب الرئيس كان سياسيا أولا ثم أخلاقيا. وأضاف الحضيف «أن الإسلاميين لا يطلقون وصف الأدب الإسلامي إلا لمن كان متحزبا ويؤمن بتوجهات هذا الحزب أو تلك الجماعة». وإلى جانب رفضه لوصف الأدب بالإسلامي، رفض الحضيف أيضا مصطلح الإعلام الإسلامي على الرغم من كونه محسوبا على الإسلاميين، لكنه قال عن نفسه: إنه شخصية مستقلة بغض النظر عن التصنيفات التي تطلق عليه بين حين وآخر. ورأى الحضيف أنه في المقام الأول «كاتب مقال»، «رغم أن المقال لا يتيح لك فضاءات كبيرة بخلاف القصة التي تفسح لك المجال للتعبير باستخدام بعض التقنيات». وتحدث عن عزوفه عن الكتابة الصحافية واتخاذه موقعه الإلكتروني منبرا حرا يكتب عبره ما يريد بعيدا عن أي رقابة أو وصاية سوى الوصايا والمبادئ والقناعات التي رسمها لنفسه. واختتم اللقاء المفتوح بمداخلة للناقد الدكتور إبراهيم التركي الذي وصف الحضيف بالرجل الذي توافرت فيه سمتان تجلتا في نتاجه حين جمع بين القيم الفنية المتميزة والهم الذي يسكنه، ودعا التركي الحضيف لأن يعيد حساباته وينظر لنقد النقاد الذين تجافوا عن نصوصه ولم يتناولوها في نقدهم. لكن الحضيف قال: إنه لم يكن له موقف ضد النقاد، بل يهتم بكتاباتهم، «لكن المشكلة تكمن في نقاد يبتعدون عن تناول نصوصه كونه ضحية لتصنيف أيديولوجي وسياسي جعلهم يتوجسون من الاقتراب منها».