خسر الهلال أمام أولسان الكوري الجنوبي في مسابقة دوري أبطال آسيا فبالغ كثيرون في الحديث عن الخسارة وكأن الهلال قد انتهى من سجل كرة القدم. الأمر ذاته حدث مع فريق الاتحاد عندما غادر ذات المسابقة على يد جاره ومنافسه الأهلي ومنذ تلك الخسارة والاتحاد يعاني محلياً. الأهلي خسر النهائي فتعالت الأصوات بنفس الأسلوب الذي تعالت فيه عندما سبقه الهلال والاتحاد في الخروج ومنذ تلك الخسارة والأهلي يعاني محلياً. في تصوري الشخصي أن ما حدث للهلال (وإن كان قد استعاد عافيته ووقف على قدميه) وكذلك ما حدث للاتحاد (مازال يتعافى) ويحدث للأهلي حالياً هو نتاج طبيعي لأمرين هامين نعاني منهما في رياضتنا السعودية.. الأمر الأول هو نظرتنا المتعصبة جداً (وهنا أقصد الجماهير الرياضية) للرياضة بشكل عام ولكرة القدم على وجه الخصوص وعدم تقبلنا للخسارة رغم أن الرياضي الحقيقي عليه أن يتفهم أن الرياضة فوز وخسارة ومثلما يفرح بالفوز فعليه أن يتعامل مع الخسارة بعقلانية ولا يجب أن ينظر إليها بأنها النهاية.. الأمر الآخر (وهو هام للغاية) يتمثل في عاطفة الإعلام الرياضي وهي عاطفة تتعامل مع الفوز بمبالغة لا حدود لها وكأن فرقنا الفائزة حققت كل شيء في عالم كرة القدم ويتحول المدرب إلى معجزة واللاعبون نجوماً لا يضاهون وعلى العكس تماماً عندما تحدث الخسارة فتكون القسوة المبالغ فيها لدرجة أن المدرب يصبح لا يفقه في كرة القدم أبجدياتها ولاعبون لا يملكون من كرة القدم أساسياتها. هكذا هي حال (بعض) الإعلام اليوم مع الأهلي (وهكذا كان الإعلام مع الهلال والاتحاد) قسوة مبالغ فيها بعد خسارة نهائي آسيا بعد مديح مبالغ فيه عند الوصول للنهائي.. الأهلي الذي وصل للنهائي هو ذاته الذي يخسر اليوم .. نفس المدرب وذات اللاعبين كما هي الأجهزة الإدارية لم تتغير.. لماذا لا نقبل الخسارة بروح رياضية.. ولماذا لا نحاول أن نستفيد من أي خسارة في تلمس أسبابها ومعالجتها بدلاً من الاستسلام والانكسار. على لاعبي الأهلي تقبل الهزيمة واستيعابها ونسيانها ولملمة الجروح كما على جماهير الأهلي وإعلامه العمل على رفع الروح المعنوية للاعبي الفريق إذ ليس من المنطق أن نخسر (لمجرد خسارة مباراة حتى لو كانت نهائي دوري أبطال آسيا) فريقاً رائعاً كالأهلي تعب رجاله في بنائه.