ما إن يعود رجال الدفاع المدني إلى ثكناتهم بعد إطفاء حريق في إحدى المدن حتى تطلق صفارات الإنذار صيحاتها معلنة وجود حريق في مدينة أخرى . والمتابع لصحافتنا اليومية يلحظ أن أخبار الحرائق قد احتلت مساحة شبه يومية على صفحات المواقع الإخبارية السعودية ؛ ما يثير الكثير من التساؤلات عن أسبابها!! في مايو الماضي شب حريق ضخم في أحد الأسواق القطرية الكبرى (مجمع فيلاجيو) ، وراح ضحيته أكثر من 20 قتيلاً ، وما هي إلا أيام حتى كشف موقع العربية نت عن وثائق سرية ، تثبت تورط المخابرات السورية في الحادثة!!.. وفي منطقة (أمغرة) الكويتية ألقت الشرطة القبض على وافدَيْن إيرانيَّيْن إثر شروعهما في إضرام النار في محال مليئة بالأخشاب ، وضُبط معهما خزان مليء بمادة سريعة الاشتعال (الوطن الكويتية 31/ 8/ 2012). ويأتي هذا بعد سلسلة من الحرائق شهدتها المنطقة!! إن مثل هذا التساؤل لا يعني الجزم بجنائية ما تشهده بلادنا من حرائق متواصلة بقدر ما يكون احتمالاً يمكن طرحه ؛ وكم نحن بحاجة الآن إلى حملة توعوية عن إرشادات الوقاية من الحرائق ، وأخرى تصحيحية ، يقوم بها المواطنون بالتعاون مع الدفاع المدني والبلديات وشركة الكهرباء في جميع مناطق السعودية ؛ للقضاء على عشوائية المخازن و(السكرابات) وتخفيف الأحمال على عدادات الكهرباء ، والتأكد من سلامة التمديدات الكهربائية، ووجود وسائل السلامة وأجهزة الإنذار وإلزام الشركات والمؤسسات بوضع حراسات أمنية خاصة على الأسواق والمستودعات والمخازن الكبيرة والمشاريع الحديثة الجاري تنفيذها ، التي ربما تكون عرضة للحرائق لا قدَّر الله.