شعرت بالغثيان والغضب وأنا أشاهد مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على اليوتيوب وتظهر فيه سيارة مرور وجد سائقها نفسه في وضع غير آمن بعد دخوله وسط حشد من المفحطين في الطائف ، فحاول الخروج إلا أن سيارتين قامتا بمطاردته وصدمتاه من الخلف عدة مرات بشكل خطير للغاية. هذه اللقطة تعكس المدى المخيف الذي وصلت إليه ظاهرة التفحيط وتصاعد جرأة ممارسيها بدءاً من نوعية الحركات الخطيرة التي يقومون بها والشوارع الرئيسة التي يمارسون بها التفحيط لتمتد بعدها للتطاول على رجال الأمن وتعريض حياتهم للخطر ، تلا ذلك مؤخرا ابتكارهم لنمط جديد يتم خلاله إطلاق رصاص الرشاشات من نافذة السيارة أثناء التفحيط، التي استقرت إحداها في رأس مواطن فأردته قتيلاً . المزيد من الممارسات القاتلة لهم هو استخدامهم لأسلوب ابتكرته الشرطة الأمريكية لإيقاف السيارات التي يطاردونها بصدمها من الخلف بطريقة مدروسة تجعل قائدها يفقد السيطرة عليها ويتوقف، غير أنها يمكن أن تؤدي إلى انقلاب السيارة إذا لم يتم تأديتها بدقة. هؤلاء المفحطون بدأوا وفق شهادة كثيرين باستخدام هذا الأسلوب للتسلية على سيارات المواطنين على الخطوط السريعة والله وحده يعلم عدد ضحاياهم ومقدار الأذى الذي ألحقوه بهم. دعونا من التبريرات والحلول الساذجة التي تقول إن سبب الظاهرة هو البطالة والفراغ وعدم وجود أندية للتفحيط، فالسبب الحقيقي هو الترف وسوء التربية في البيت والمدرسة وضعف التوعية وفوق كل ذلك اطمئنانهم لعواقب أفعالهم وافتقار رجال المرور للأدوات والصلاحيات الكفيلة بردعهم. لقد أصبح ضرورياً تسليح رجال المرور بعد تدريبهم وتأهيلهم جيداً ومنحهم الصلاحية للدفاع عن أنفسهم .. وفي حال تعرض أحدهم للخطر كما حدث مع سائق دورية المرور فإن بإمكانه إشهار سلاحه إذا لزم الأمر وهو بذلك لا يحمي نفسه وهيبته فقط ، بل إنه يحمي كل مواطن يمكن أن يكون يوماً عرضة لطيش وتهور مخالفي القانون.