يقف الشرطي على عتبة باب منزل ليندا ليخبرها أن زوجها جيم قُتل في حادث سيارة ، فتساعدها والدتها في تخطي هذا اليوم الحزين ورعاية ابنتيها. وفي اليوم التالي المقرر لتحضير الجنازة ، تستيقظ ليندا لتجد زوجها حيا يرزق! وتستوعب مع توالي الأحداث أنها تعيش بعقلها اسبوعا تقدمت أيامه يوما بعد يوم بين أيامها الحقيقية. أي أن عقلها يسترق النظر إلى المستقبل لحثها على تدارك المصيبة المقرر حدوثها يوم الأربعاء ، وهي وفاة زوجها جيم. تبذل ليندا مجهودا في ترتيب الزمن لعلها تستطيع فعلا انقاذ حياة زوجها ! ومع تقدم الأيام في عقل ليندا ، يرتفع الستار تدريجيا أمام عينيها ليكشف عن مستقبل لم تظهر أحداثه بعد في الواقع. لتظهر في أحد فصوله تفاصيل خيانة زوجها جيم لها وعلاقته مع سكرتيرته الشقراء. فتدخل ليندا بذلك في دوامة من الأسئلة الملحة : هل يستحق جيم انقاذه من الموت قبل يوم الأربعاء؟ هل تستحق حياتنا الزوجية الباردة والمملة كل هذه المحاولات؟ كيف ستكون حياتنا أنا وبناتي من غيره؟ ماذا لو تركته يموت!؟. هذا باختصار ما تدور حوله قصة فيلم من انتاج 2007 ، بعنوان (الهاجس) ومن بطولة ساندرا بولوك. كم مرة وضعتنا الحياة أمام مفترق طرق يجبرنا على الخروج برؤوسنا من حيّز الراحة الذي نتقوقع في نطاقه مستسلمين غالبا لانكساراتنا وخيباتنا؟ ليست كل الطرق بحدة ووضوح الجرف الذي وجدت ليندا نفسها على أطرافه .. غير أن جميع الخيارات خارج حيز الاستسلام للإحباط تستحق منا مجازفة الخروج إليها ، ومحاولة تغيير واقع تعيس تعودنا عليه وتعود علينا حد الراحة! ليندا لم تستسلم لحقيقة خيانة جيم لها ، ولا لواقع بؤس حياتهما الزوجية ، وفضلت المحاربة لأجل ما هو أهم .. وبعد صراع مع كبريائها ، قررت أن تبذل المستحيل لإنقاذ حياة جيم ، ورفع زواجها إلى رف أولوياتها ، بمنحه مساحة ولو صغيرة في الحياة تمارس فيها عملية إنعاشه ، بعد أن كانت قد استسلمت لإحباط غياب الحب والإخلاص عن زواجها . تحديد الأولويات أصعب بكثير من ترتيبها . والضياع الذي قد نشعر به في حياتنا يكون في الغالب نتيجة لالتباس أولوياتنا علينا ، واستنزاف طاقاتنا على أمور لا تبعث في نفوسنا الكثير من السعادة ! كل ما نحبه يستحق المجازفة بإرباك الأرض من تحتنا ، ومحاولة الوصول به من السكون والاستسلام القاتل إلى منطقة آمنة، شرط أن تعدنا تلك المناطق الجذابة بالسعادة.