* منذ القدم.. منذ الحصير والحجر والطين.. ونحن أهل فزعة وأهل نخوة.. زمن جميل وحياة أكثر جمالاً ببساطتها وعفويتها وحميميتها..!! * نحن صناع الفرح.. لم تكن هناك قصور أفراح ولا قاعات خمس نجوم.. ولم تكن هناك عمالة وافدة.. لكن أهل الحي .. وأبناء القرية .. ورجال القبيلة.. كانوا يُشكِّلون حضوراً رائعاً في صناعة مشهد الفرح.. هؤلاء يمدون السواري ويُعلّقون عقود الزينة وأولئك يرتبون المكان .. ينصبون الخيام.. وما بين هؤلاء وأولئك.. يزدان الفرح ويكتمل المشهد..!! * في المآتم .. المشهد لايقل جمالا.. حضور في الشعور تشاطر في المشاعر.. وتشارك في أعمال العزاء.. ويا لروعتنا ويا لدفء حميميتنا.. كأن الفرح لكل بيت وكأن الحزن في كل بيت..!! * حتى بيوتنا شواهد على نخوتنا. كان من يريد بناء بيت يطلب (الفزعة) وتأتيه (الفزعات) من كل جانب.. يحملون الأحجار والأخشاب والطين.. مشاهد نادرة .. رائعة.. إنها تشبه قرص الشمس التي يحمون الرؤوس دونها..!! وأزيدكم أكثر من هذا.. هل سمعتم ببيوت يتقاسم الجيران الجدران والأسقف فيها..؟؟!! نعم كان يحدث هذا.. جار يسمح لجاره بأن يبني فوق سطح بيته..!! يا لروعة الصورة.. قد تضيق الأرض ولكن لا تضيق الصدور.. قارنوا هذا بما يحدث اليوم.. نقيم المخططات ونضيق بجارنا السابع والعشرين..!!