**نحمد الله على (نعمة) العقل .. البعض يجعل منه أضحوكة ومهزلة .. يوظفونه في مسارب الهراء والدجل .. وأداة للسخرية بقدرات الآخرين .. لا أسعى لتوضيح أهمية العقل العربي .. وأتساءل : هل يملك البعض عقولًا ناضجة؟! .. نتاج بعضها (سقم) واضح .. سلبيات تسيء للوطن وأهله .. العلم يرتقي بقرار العقل .. يرتقي بسعة الاستيعاب والفهم والإدراك .. البعض يحوّل قدرات العقل إلى إهانة .. إلى حزمة عقد (فجّة) .. هل هو الفراغ والجهل؟! .. لكل مسؤول وظيفة ودور ومهام .. عندما يتم تسخيرها لإنجاز (غثاء) .. فماذا يعني هذا؟! ** الأحداث تحكم .. هناك (لوثة) تنتشر .. تحتاج لعلاج سريع .. لحل تفاقم مشاكل الناس مع الأجهزة الرسمية .. أنقل لكم .. نص الخبر الدليل .. أوردته جريدة (اليوم) .. بتاريخ (الاربعاء 23 من رجب 1433 الموافق 13 من يونيو 2012) .. الخبر جاء من الطائف .. المصيف الجميل .. يقول الخبر الشاهد على كلامي : (انتهت إدارة العلاقات العامة .. بتعليم الطائف أمس الثلاثاء .. من إجراء المقابلات الشخصية .. للمتقدّمين على وظيفة عامل) .. إلى هنا والخبر عادي .. لا يحرّك أي أسئلة .. أو تعليق .. وتأتي الطامة الكبرى لاحقًا. ** يواصل خبر (فرض) الهمّ والغمّ .. مسلسل (هتك) قوى العقل بشكل رسمي .. يقولون : (بلغ عدد المتقدّمين على مدار الثلاثة الأيام الماضية نحو (98) متقدمًا .. يحملون مختلف المؤهلات الدراسية من الابتدائية إلى الجامعية .. من داخل محافظة الطائف وخارجها) .. رحمة يا رب .. يا لسخرية الوضع .. يا لسخرية المؤهلات .. ويا لسخرية العقول .. خريج جامعة يسابق على وظيفة عامل .. ويسمحون بذلك؟! ** ندرك أيها العباقرة أن العمل ليس عيبًا .. العيب أن تكون هناك إهانة واضحة وصريحة من جهة رسمية للشهادة الجامعية .. وبهذا الشكل المقيت .. كيف وصل الحال بهؤلاء الشباب من حملة المؤهلات الجامعية للدخول في سباق على وظيفة عامل؟! .. كيف تسمح وزارة بهذه الممارسة؟! .. هي بحاجة ماسّة إلى (معلمين) بشهادات جامعية؟! .. بدلًا من تأهيلهم ليصبحوا (معلمين) .. يتم (نحر) طموحهم أمام واقع حالهم .. وإجبارهم على وظيفة عامل .. مهزلة .. لا رجال يفكرون في عواقب الأمور .. لماذا يسمحون بحدوث مثل هذه الإهانة؟! .. تحت وطأة الحاجات الأساسية يمكن أن يبيع الإنسان شرفه وكرامته .. هل وصلنا إلى هذه المرحلة من الذل والعار والخيبة؟! ** لم يتوقف الأمر .. مسلسل المهزلة استمر .. بمزيد من العقبات والعُقد .. أمام المتسابقين .. كأنهم سيختارون رائد فضاء .. وليس عاملًا بسيطًا يؤدي خدمات لا تحتاج إلى أي مؤهل .. انتظروا .. ماذا سيقولون؟! .. لتعرفوا إلى أي مرحلة وصل الانحطاط الإداري؟! .. قيمة الرجال تتناقص .. قيمة المسؤولية تتآكل .. لتعرفوا أن البعض غير جدير بالمسؤولية .. غير لائق لأن يكون هو نفسه على وظيفة عامل. ** يقول خبرهم : (أعدت إدارة شؤون الموظفين استمارة من 100 درجة .. لكل متقدّم لهذه المقابلة .. تشمل : (معايير المؤهل الدراسي) .. و(الدورات التدريبية) .. و(سرعة البديهة) .. و(قوة الملاحظة) .. و(حسن المظهر) .. و(القدرة والرغبة على القيام بالعمل) .. و(التحمّل) .. و(سلامة الحواس)) .. فضيحة .. كل هذا من أجل عامل .. ليتهم يرسلون هذه الاستمارة لهيئة الفضاء الأمريكية .. لتعميم النفع على العالم .. مهزلة توضح خواء العقول .. شيء مضحك ومُبكٍ ومؤلم .. انظروا إلى أي مرحلة وصلنا من الضياع والتخبّط والعشوائية؟! ** ليتهم توقفوا عند ذلك الحد .. تمادوا .. في رفع راية الشماتة على رؤوسهم وبأيديهم .. هل يفتخرون بهذه الممارسة؟! .. هل استلموا خطابات الشكر والتقدير .. هل تمّ صرف أموال من أجل هذه الشناعة .. وقد نسجوا لها كل هذه الحبكة .. انظروا ماذا يقولون : (إدارة العلاقات العامة كوّنت (لجنة) للمقابلة الشخصية .. للمتقدّمين على هذه الوظيفة برئاسة مدير (....) الدكتور (......) وعضوية كل من (..... ) و(......).. وستعلن النتيجة النهائية اليوم الاربعاء) .. انتهى الخبر الفلتة بهذه (المعضلة) .. تخيّلوا (دكتور) يشرف على مهزلة .. يقرّها .. يوافق عليها .. يعلن عنها .. يعتمدها .. وينشرها. ** أيها القوم الصالحون .. الدكتوراة تصريح لمزاولة البحث .. وليس لإجراء مقابلة ل(عامل) .. الدكتوراة للجامعات .. وليست (جوازًا) للتربّع على كراسي الادارات الحكومية .. كم بلغ عدد ضحايا الخلط وقلة الفهم والجهل؟! ** هزلت بالصيف .. هزلت بالشتاء .. هزلت بالخريف والربيع .. وقت (الخرف) الإداري .. وقت الشهادات التي لا ترتقي بالعقول .. لا تعرف أهميتها .. هزلت وهذه معالم جهل العقول .. لا ألوم (حرف الدّال) .. اللوم يقع على آخرين .. البعض لا يدرك قيمته ولا يعرف تعريفه .. البعض يقتنيه زينة مظهر .. كجزء من كماليات الجسد .. بهدف صد الجهل الظاهر على التصرّفات .. خسارة يا وطن الرجال والأمجاد .. خسارة يا وطن العلم والمسؤولية .. خسارة أيها الشباب .. وتقول المهازل : هل من مزيد؟!