يروى أن صيادا كان يجلس على البحر يوميا ويعلق السمك بصنارته بكثرة وكان موضع حسد بين زملائه وموضع غيرة .. خاصة أنهم قد لاحظوا أنه يحتفظ بالسمك الصغير ويتخلص من السمك الكبير الذي يحظى به في صنارته .. غضبوا منه بل استشاطوا غضبا وسألوه لماذا ترمي السمكات الكبيرة وتحتفظ بالصغيرة؟ عندها أجابهم الصياد : لأني لا أملك مقلاة كبيرة ، مقلاتي صغيرة جدا .. فعجبوا من رده وعجزه .. هل هي إجابة إنسان واقعي ومتقبل للواقع أم هي إجابة إنسان عاجز ومتقبل لعجزه؟ هكذا نحن للأسف الشديد إما أن نرمي الأفكار الكبيرة والأحلام العظيمة خلفنا أو نقضي عليها لأننا عاجزون عن استبدال المقلاة الصغيرة بكبيرة واستقبالها وتفعيلها والعمل بها لأنها تشعرنا بحجمنا الصغير وقدراتنا الهشة وإما أن نقصها ونقطعها ونقلل من حجمها حتى تستوعب مقلاتنا الصغيرة هكذا نحن في التعامل مع العقول المنتجة والمعطاءة نخشاها لآنها قد تجعل أصحابنا والمسؤولين عنا يستبدلوننا بمقلاة أكبر .. لذا أحلامنا تطول وأحيانا لا تتحقق وأنظمتنا تأكل نفسها وأحيانا تحترق ولا ترى الوجه الأخضر منها لأنها لا تقبل التطوير ولا تسمح بدخوله لعالمها ولا تقبل التفكير بالطريقة المختلفة. نجهل أننا إذا أحببنا بشكل أكبر مما تعودنا عليه فسوف نعطي أكثر ونصبح أجمل وأسعد مما نحن عليه ماذا سيتغير فينا عندما نغير المقلاة إلى الحجم الأكبر ونحلم بشكل أكبر ونحترم الأفكار الأكبر ولا نرضى بالحصول على أقل مما نتمنى ونتخلص من المقلاة الأصغر التي حجمت خيالاتنا وحاصرتها في مساحة صغيرة.