أسبوع وتنطلق ثاني أقوى وأهم وأكبر بطولة كروية بالعالم بعد كأس العالم (يورو 2012م) السوق الكبيرة العامرة بالمنتجات الأوروبية الفاخرة والخامات الذهنية الفنية الكروية الفذة التي تتحول مع بدء المنافسات لملايين متبلورة بصورة أجساد مؤدية ديناميكيا على الملعب! فإلى الشرق من أوروبا حيث تقطن (أوكرانيا) وإلى الغرب منها (بولندا) تأتي بطولة هذا العام بالتزامن بين الدولتين الصديقتين اللتين ستستضيفان على ملاعبها منافسات البطولة ، تجربة الاستضافة (بالتزامن) تجربة عاشتها ملاعب آسيا بكأس العالم 2002م بكوريا واليابان ، لكنها لم تأت بالقدر المأمول كنجاح وإقناع. والآن ستعيش ملاعب شرق أوروبا التجربة التنظيمية الثنائية مجددا بدولتين إحداهما أوكرانيا بظهورها الأول كبلد منظم! وبنظرة مجملة للفرق ال16 بمجموعاتها الأربع نجد أن المجموعة الأولى والتي تضم بولندا واليونان وروسيا والتشيك مجموعة سهلة نسبيا والحظ فيها وافر للفرق جميعها عدا المضيف الذي قد لا تشفع له بركة الأرض والجمهور عطفا على قلة الخبرة وتأخر الترتيب عالميا ، وتبقى الحظوظ حائرة بين روسيا والتشيك! أقوى المجموعات على الإطلاق مجموعة الموت (الثانية) والتي تضم خلاصة (هوامير) الكرة الأوروبية هولندا والدنمارك ألمانيا والبرتغال وجميعها حسب التصنيف الدولي لا تتجاوز الترتيب العاشر عالميا وتبقى الخطورة محصورة بالثلاثي هولنداألمانيا والبرتغال! المجموعة الثالثة معقولة نسبيا ومتوازنة وتضم بطلة أوروبا النسخة الماضية إسبانيا المصنفة الأولى عالميا والمتراجع للوراء المنتخب (الآزوري) إيطاليا وآيرلندا وكرواتيا ، والمنطق يقول إسبانيا والتاريخ يقول إيطاليا والكرة لا تعترف لا بمنطق ولا بتاريخ بل بشي اسمه (الحاضر.. فقط)! المجموعة الرابعة متوازنة فالمستضيفة أوكرانيا (خمسينية) بترتيب فيفا وتقف بمعية فرق متقاربة كمستويات كالسويد وفرنسا وإنجلترا ويقال عليها ما ينسحب على نظيرتها بولندا التي تتجاوز الستين بخمس كقيمة أرض وجمهور ومستوى أقل بين النظيرات! والحظوظ حسابيا لا تبعد عن فرنسا وإنجلترا مع أن منتخب الديوك نافس نظيره الإيطالي بالتراجع المخيف مؤخرا!! ما يعنينا ككرة عربية (سعودية) ليس التقييم ولا المشاهدة أو التشجيع (فقط) ، المهم كيف نتعلم من تجربة الكرة الأوروبية التي سبقتنا مئات السنين كتنظيم واحتراف ومهنية عالية ومهارة وإبداع؟! فذاك السوق الأوروبي المشترك لديه من البضائع ما يثري كرتنا من كافة نواحيها كتدريب ولاعبين واستشارة واستثمار ، ولكن كيف ومتى وأين ولماذا لا نستفيد؟! فنحن لا نأتي إلا (بأشباه) اللاعبين والمدربين وحتى (المستشارين) مع احترامي دعونا نكن (صريحين) قليلا! فقط قارنوا تلك البطولة مع بطولاتنا القارية والإقليمية ولاحظوا من يعيب استضافة بطولة ككأس العرب بحين أن الفرق المشاركة بها أصبحت تفوقنا مستوى ونتاجا وتصنيفا!! تخيلوا أن كرتنا القابعة بالترتيب ال89 عالميا ، (العاشرة) عربيا يا إلهي كيف أصبحت العراق والأردن والكويت وقطر...؟! تتقدمنا وتتفوق علينا ونحن لا نزال نعيش (عصر العظمة) والقوة الوهمية والتي لم يعد لها مكان بالحاضر!! يا هؤلاء دعونا من الغرور و(العنجهية) والتفتوا للحاضر وتعلموا من الآخرين لنعود كما كنا بالأفعال والنتائج لا بالأطلال وكنا وكان! أتساءل متى يمكن لدولتين عربيتين استضافة حدث كروي عالمي مشترك؟! وكيف يكون ونحن لا نزال نختلف ونتراجع ونعتذر عن مشاركة إقليمية بحجة إجازة الصيف ... عجبي؟!! أوروبا .. بطولة ليست للمشاهدة بل لتصدير المحاضرات الكروية بالتعلم والاستفادة والاحتراف والتسويق والاستثمار وأكيد المتعة الكروية!