المفجع لنا جميعاً حوادث القتل المتتالية للأطفال لأسباب معروفة أو مجهولة ، وحادثة طفل القريات ، صدمة قوية بحق أسرته والمحيطين به خاصة رفاقه الصغار الذين سيحيط بهم الخطر النفسي طوال حياتهم! وما زالت ملابسات الجريمة مجهولة بالرغم من بشاعتها! ولا يوجد وجه مقارنة ما بين القاتل الذي تم القبض عليه ، وما بين المقتول البريء الذي بلا شك راح ضحية عدم قدرته على المقاومة! إلى جانب ثقة الأسرة في القاتل الذي اتضح أنه جار لهم! وهذه الجزئية مهمة جداً لأنها بمثابة مؤشر لإنذار خطير لجميع الأسر بضرورة الاهتمام بجميع التحركات التي يقوم بها أولادهم خارج المنزل وخاصة الذكور الذين يتم منحهم حرية التحرك في الطرقات العامة وفي وقت مبكر من أعمارهم! وللأسف الشديد مع قلة الرقابة والمتابعة تتطور تلك التحركات إلى مواقف سلوكية خاطئة أو شاذة أو إجرامية يذهب ضحيتها أطفال لا يدركون حجم الخطر المحيط بهم! وتنقصهم مهارات التعامل مع الغرباء وأيضاً المقربين منهم خاصة المشكوك في سلوكياتهم من حيث مدى صلاحها من عدمه! لذلك هذه الجريمة البشعة والتي لا تندرج تحت جرائم العنف الأسري ، بل تحت جرائم العنف الاجتماعي والاستغلال الجنسي التي بحاجة لإجراءات قانونية بحاجة لتطبيق حد الحرابة بحق مرتكبيها وعدم الرأفة بهم أبداً والتشهير بأسمائهم وصورهم الشخصية ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر! ويؤسفني أن تقرأون هذا المقطع من موقع حروف الإلكترونية لتعلموا سبب الجريمة الأخلاقي بالدرجة الأولى: (صادقت محكمة القريات على أقوال قاتل الطفل محمد العازمي (8 سنوات) الذي عُثر على جثته متفحمة بعد أيام من اختفائه عندما خرج قاصداً محل تموينات يبعد عن منزل ذويه 400 متر تقريباً ، لكنه لم يعد. واعترف الجاني بقتل الطفل بمشاركة شقيقه. وكشفت مصادر أن الجاني جار لذوي الطفل المقتول ، وعُرف عنه سلوكه المنحرف ، فيما أثبت الفحص أن المجني عليه لم يتعرض للاغتصاب ، كونه قاوم القاتل ، مما جعل الأخير يقتله ويتخلص من جثته خوفاً من انكشاف أمره. قاد للقبض على الجاني معلومات أدلى بها أحد الأطفال لوالده بأنه رأى رجلاً يستقل سيارة بيضاء اللون يحاول سحب محمد ، لكن الأخير كان يصرخ ويقاوم. وعمم على السيارة المعنية ، وقُبض على الجاني). هذه الجريمة البشعة لا بد أن ينتبه كل ولي أمر لأسبابها ويأخذ الحيطة والحذر لكل شبكة علاقات أسرية أو اجتماعية تحيط بأبنائهم من مرحلتهم المبكرة حتى شبابهم وذلك لحمايتهم من أي اعتداءات جنسية تتسبب في إزهاق أرواحهم في النهاية! ولا بد أن تتحرك بعدها الجهات الحقوقية ولجان الطفولة لشنّ الحملات التوعوية للأسر ليتزودوا بمهارات حماية أطفالهم من الاستغلال الجنسي وغيره. فالقصور في برامج حماية الأطفال يلاحقنا ويسيء للأمان النفسي لأطفالنا جيل المستقبل!!