ذكية ، طموحة وعالية الهمة , تميزت بجميع مراحل دراستها , منظمة , تجيد ترتيب أولوياتها , ففي كل عدد معين من الايام ترتب اولوياتها وتتأكد من انها انجزت الكم الأكبر والاهم منها في الوقت الزمني المحدد , حققت نجاحات طيبة , لكن بقي في داخلها شعور بأن انجازات كثيرة لم تتحقق بعد .. فما الذي لم تحققه وهي التي تنجز جميع أولوياتها؟ في كل مرةٍ كانت تُعدّ فيها قائمة اولوياتها كانت تتأكد من أنها وضعت الأمور الأهم أولاً , ثم الأمور المهمة , تليهما الأمور الأقل أهمية , وكانت في كل مرة تتخلى عن الأقل أهمية ليقينها بأنها أقل أهمية من غيرها ترتيب الاولويات .. هو مصطلح أسأنا فهمه حيث اصبح يعني أن ننسي جميع الاحلام الصغيرة .. الكبيرة!! صغيرة لأنها مجرد افكار ورغبات لم تترجم إلى واقع ملموس وكبيرة لأنها كانت ستكون ذات أثر عظيم في حياتنا اتحدث عن تلك الاحلام والمشاريع الممكن تنفيذها اليوم , لكننا نؤجلها لئلا تؤثر على عمل قائم, كدراسة جامعية أو غيره ولتوضيح كيف ان الأهداف الثانوية قد تكون – دون أن نعلم – أهم الأهداف على الإطلاق ننظر في تجربه مارك زوكربيرج (Mark Zuckerberg) المؤسس والمالك لموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك (Facebook) كان طالبا في جامعه هارفارد – أفضل جامعة في العالم – حين أسس موقعه الإلكتروني .. لم يقل أبداً أن عليه أن يركز على دراسته الجامعية و (يشد حيله ويتخرج) ومن ثم يلتفت إلى هواياته وأهدافه الثانوية .. فلو قال ذلك , فسيقوله دائما حين ينشغل بعمل ما بعد الدراسة الجامعية الجدير بالذكر ان زوكربيرج انسحب من جامعه هارفارد ليتفرغ لتطوير وإدارة الموقع الإلكتروني وهو قطعاً .. تصرفٌ سليم , فلو كان مقياس النجاح هو الدخل المادي فدخل زوكربيرج أعلى من دخل مدير جامعة هارفارد ولو كان مقياس النجاح هو مدى التاثير في العالم الخارجي .. فزوكربيرج من أكثر المؤثرين بالعالم على مر التاريخ .. وأسألوا الربيع العربي ولو كان مقياس النجاح الشهرة .. فالشاب زوكربيرج معروف حول العالم أكثر من الكثير من رؤساء الوزراء حول العالم لو كانت تلك الفتاة الذكية الطموحة , في مكان زوكربيرج .. لكانت انهت دراستها الجامعية ولم تسمح لأفكارها وأهدافها الثانوية بأن تؤثر على مستقبلها الدراسي , وكانت ستسيطر عليها فكرة وجودها في جامعة هارفارد .. وكانت ستهمل أوتؤجل افكارها بخصوص الموقع حتى يسبقها الاخرين اليها ويكون قد فات الاوان لتنفيذها سألت مجموعة من الأصدقاء والأقارب ماذا يعني لك (ترتيب الأولويات) كانت أغلب الإجابات تقول: هو ترتيب الأمور والأهداف من الأهم إلى الأقل أهمية وأنا هنا لأضع خطوطا متعددة تحت عبارة الأقل أهمية .. والتي قللنا من أهميتها حتى كادت تنعدم , وغالباً ما ينفذ منا الوقت قبل الوصول إليها .. إن ترتيب الاولويات لا يعني الاستخفاف بالأمور الأقل أهمية وإن كانت أقل شأنا من غيرها إلا أنها لاتزال في قائمة الأولويات لماذا لا تكون كل أهدافنا مهمة .. بعضها أساسي والبعض الآخر ثانوي .. أي انها متساوية في الأهمية لكن متفاوتة في الوقت المناسب لإنجازها لا أدعو لترك الجامعات والوظائف للركض وراء تفعيل الأفكار وتحقيق الأهداف الثانوية لكن من غير المنطقي أن نؤجلها إلى أجل غير معلوم فقط خصص لأهدافك الثانوية وقتاً, ولو كان أقل من الوقت المخصص للأهداف الأساسية .. مع مرور الوقت ستجد انك تحقق اهدافك الاساسية والثانوية معا .. ولو كانت الثانوية ستتأخر اكثر .. لكنها في النهاية ستنجز بإذن الله. وهو المطلوب..