* عشق بلال الجنة ، فأمهرها ركعتين مع كل وضوء ، فسمع صاحب العقد دفي نعليه باب المخطوبة ، فعرف أن ليلة العرس حانت: ألم تر أني كلما زرت زينبًا وجدت بها طيبًا وإن لم تطيب وقصر بلال تلوح عليه أحرف: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (الزخرف:72). وعشق أبو جهل النار فصعبت عليه لا إله إلا الله ؛ لأن نافخ الكير تزكمه نفحة المسك. قيل لأبي جهل: قد أقام بلال الصلاة ، فصل وراء الإمام ، فقال لست على وضوء ، فمات قبل أن يصلي. قيل لأبي جهل: لماذا تدخل النار؟ قال: لأني عاشق! لا تلمني في هواها والجوى=فأنا من لومكم في صمم صاح في وجه أبي جهل لسان القدر: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (فصلت:19). * أبو مسلم الخراساني. عشق الإمارة حتى الثمالة ، فعاش من أجلها وهاش ، وسكر من حبها وطاش ، وبقر بطون المساكين بالخنجر ، فبقر بطنه أبو جعفر: كل بطاح من الناس له يوم بطوح تعلق بغير الله فعلقه أقرب الناس إليه من قدميه (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأنعام:129). أبعين مفتقر إليك نظرت لي=فأهنتني وقذفتني من حالقي لست الملوم أنا الملوم لأنني=علقت آمالي بغير الخالق جعل الرياسة تميمة في عنقه ، وقد قال المعصوم ، عليه الصلاة والسلام: (من علق تميمة فقد أشرك). عشق أبو مسلم الخراساني المنصب فما تراجع عنه ، والتراجع حرام عند العاشقين. * مات الجعد بن درهم في حب البدعة ، فما أحس للذبح في هوى المحبوب ألمًا ، فلماذا يألم أهل السنة من الذبح في حب السنة ، والله يقول: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ) (النساء: من الآية104). سقيناهموا كأسًا سقونا بمثله=ولكننا كنا على الموت أصبرا خرج خالد القسري على الجعد بن درهم بالسكين ، فما تاب المسكين ؛ لأنه عاشق ، والعاشق يقول: والله لو قطعوا رأسي لأهجرها=لسار نحو هواها في الحمى راسي الجعد بن درهم: ممن زين له سوء عمله فرآه حسنًا. صاح النذير لأبطال السنة بلسان: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) (آل عمران: من الآية140) فما أحسوا لمس حسا! * تحدى أحمد بن حنبل الدنيا في حب مبدئه الحق ، فتكسرت السياط على البساط ، وأبو عبدالله يضحك في وجوه المنايا ، والوحي يهتف به: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ) (الفرقان: من الآية58). ليعلم أحمد أن: المتوكل سوف يتولى ، والمعتصم يموت. * في قاموس أحمد بن حنبل: حديث قدسي: (وعزتي وجلالي ما اعتصم بي أحد فكادت له السماوات والأرض إلا جعلت له من بينها فرجًا ومخرجًا). أراد أهل البدعة أن يصرفوه عن الحق فما انصرف ، لأن أحمد ممنوع من الصرف! عجبًا كيف شربت الموت شربا=وجعلت السيف للعلياء دربا عجبًا كيف تحديت الملا=وسقيت الرمح حتى صب صبا كنا أطفالًا نسمع بأحمد بن حنبل ، فحسبناه مفتيًا في الزوايا ، فلما كبرنا علمنا أنه معلم جيل ، وشيخ حياة. * عشق الدماء الحجاج بن يوسف .. كما عشقت امرأة العزيز يوسف! فجرد السيف على الملة ، فشقي بسعيد ، وكسر بابن جبير منارة الدين. الرجل محنط في الدماء فما سمع من سكاره: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93). * أحد الفنانين رقص على نغمة: أخبروها إذا أتيتم حماها=أنني ذبت في الغرام فداها وتراقصت أطراف جعفر الطيار على زمجرة: يا حبذا الجنة واقترابها=طيبة وبارد شرابها طارت روح جعفر إلى الجنة ، فأعطاه مولاه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، والذي يطير أعظم ممن يسير. نطير إليك من شوق الحشايا=وبعض الناس نحوكم يسير * حمل أبو بكر الصديق الصدق فصار في قافلة: (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) (الزمر: من الآية33) فسمي الصديق ، فلا يعرفه العالم إلا (بالصديق) وصار خليفة الصادق المصدوق. وحمل مسيلمة الكذاب رداء الكذب ، فهو زنزانة (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (هود: من الآية18) فلا يعرف مسيلمة إلا (بالكذاب). أراد خالد بن الوليد أن يداوي مسيلمة الكذاب من الكذب ، فما نجع الدواء ، فقطع رأسه ، ليزول الألم بالكلية!! عشاق الصدق كثير يموتون من أجله ، وعشاق الكذب أكثر يقتلون تحت نعليه! * جرحت أصبع رسولنا (صلى الله عليه وسلم ، فسال الدم الطاهر فقال: هل أنت إصبع دميت=وفي سبيل الله ما لقيت لأن من قرب روحه للرحمن ، لا يحزن على إصبعه ، ومن انتظر أن يسيل دم ظهره ، لا يبكي على دم ظفره.