هناك بعضاً من أطفال التوحد غير ناطقين ، ويواجه معلمون هذه الفئة مشاكل في تحقيق الأهداف المنشودة معهم ، بتعليمهم بطريقة الخطة التربوية الفردية التقليدية ولكن دون جدوى. وتكمن الصعوبة الاساسية لتطور اللغة لدى الاطفال التوحديين في اربعة نقاط أساسية تحول دون تطور اللغة لديهم ، أولها هي عدم مقدرتهم على الاهتمام المشترك أي انهم لا يوجهون انتباههم الى نفس الاشياء التى ينتبه لها من حولهم , كما أنهم يجدون صعوبة في توجية انتباه الاخرين لما يحبونه ، أما النقطة الثانية فهي فهم القصد من التواصل مع الاخرين او بمعنى اخر معرفة ان استخدام الكلمات يؤدي الى نتيجة ايجابية وهي الحصول على ما يريدون ، أما النقطة الثالثة فهي أن الاطفال التوحديين لا يتعلمون المهارات بشكل طبيعي أي من خلال مراقبة الاخرين وتقليدهم كما يفعل الطفل الطبيعي ، كما تكمن النقطة الرابعة في عدم فهمهم للرموز. ان الكثيرين من الاطفال التوحديين ولا سيما من تقل اعمارهم عن خمس سنوات لا يتكلمون ويجدون صعوبة في تقليد الاخرين ، وبالتالي صمم (أندي بوندي و لوري فروست) نظام التواصل من خلال تبادل الصور (PECS) ، ويعتبر هذا النظام طريقة تواصل بديلة حيث أن الأطفال التوحديين يتعلمون التواصل مع الآخرين من خلال صورة تدل على رغباتهم ، كما أن التعامل مع هذا البرنامج بسيط جداً ، ويهدف هذا البرنامج إلى تلبية رغبات الطالب من البيئة المحيطة به باستخدام الصور , ويتكون البرنامج من ستة مراحل. بعد تحديد الأشياء المحببة للطفل و الرموز التي سوف تستخدم معه نشرع في تطبيق برنامج البكس. يقوم معلمين بعمل البرنامج في الثلاث مراحل الأولى , ويلعب احداهما دور المثير والآخر الاستجابة . أما المعلم الذي يلعب دور المثير يجلس أمام الطفل ويتلقى الصورة منه ويعطيه ما يريده , و المعلم الذي يلعب دور الاستجابة يجلس وراء الطفل ويساعده من خلال التلقين الجسدي (أي انه يمسك بيد الطفل من الخلف ويوجهها) لكي يأخذ الصورة ويعطيها للمدرب الذي امامه ، وعند الانتهاء من المرحلة الثالثة وقبل الشروع في المرحلة الرابعة يتدخل أخصائي النطق لمساعدة الطالب. وتهدف المرحلة الأولى إلى أنه عند رؤية شيء محبب جداً لدى الطالب ، سيقوم برفع صورة هذا الشيء ، ويضع الصورة في يد المدرب ، وتستمر هذه المرحلة حسب أستجابة الطالب. أما الهدف من المرحلة الثانية فهو أن يذهب الطفل إلى ملف التواصل ، وينزع الصورة ، ويتوجه نحو المدرب ،ويضع الصورة في يده. وبالنسبة للمرحلة الثالثة تهدف إلى أن يطلب الطفل ما يحبة من خلال التوجه إلى ملف التواصل ، واختيار صورة الشيء الذي يريده من بين عدة صور ، ويتوجه بها إلى المدرب ويضع الصورة في يدة. والهدف من المرحلة الرابعة أن يقوم الطفل بطلب الأشياء الموجودة وغير الموجودة أمامه من خلال استخدام جمل مكونه من عدة كلمات ، وفي نهاية هذه المرحلة ، يكون الطفل قد تمكن من أستخدام الرمز (أريد) مع رمز الشيء الذي يريده ، وأن يصف الشيء الذي يطلبه (أنا أريد الكرة). والهدف الأساسي من المرحلة الخامسة فهو أن يقوم الطفل بطلب أشياء متعددة تلقائياً وأن يتمكن من الإجابة على السؤال التالي (ماذا تريد). وأما المرحلة السادسة والآخيرة فتهدف إلى أن يجيب الطفل على الأسئلة التالية : 1- ماذا تريد ؟ 2- ماذا ترى ؟ 3- ما عندك ؟ كما أريد أن أقول لكل من يعمل على رعاية هذه الفئة ، أن الصبر هي الكلمة السحرية التي نحتاجها ، لكي نستطيع أن نحقق ما نصبو إليه.