بسم الله الرحمن الرحيم الأفكار وتدافعها ! الفكرة (أي فكرة مستقاة من الدين أو الأخلاق أو الثقافات الإنسانية المختلفة) تبدأ صغيرة من قبل صاحبها الذي عليه أن يتحمل تبعات ذلك ثم تكبر وتكبر ، فيصبح لها أتباع ، ثم يأتي من يدافع عنها ، ويأتي من يدفعها ويردها ، وقد يتقاتل فريقان عليها ، وقد تُفرض هكذا عنوة ، وهو مايُسمى بالقهر ، إلى أن تأتي فكرة أخرى وتمر بنفس المراحل ، فيُدفع بها إلى الواجهه وتصبح هي الساطية على المشهد العام ، وهكذا هو تدافع الأفكار ، وتبعاً لذلك ينشأ التدافع بين البشر ، الذي يستمر زمناً ليس بالقصير ، إلى أن ينقلبوا على أفكارهم التي اعتنقوها ، جميع ذلك من صفات المجتمعات الحية ، وحتى وإن ألبس ذلك الانقلاب على الأفكار بالتوجه الديني أو الأخلاقي أو الخصوصية ، إلا أنه يحدث وتزداد وتيرته كلما زاد وعي المجتمع واتسعت الحريات الفكرية وثقافة التلقي أي الحوار من أجل الإقناع والالتقاء على حق الوجود لا الأقصاء والإبعاد . ولهذا الخوف لايأتي من الأفكار لأنها تُدفع بالأفكار ، إنما الخوف ممّن يتبنى الأفكار والأفكار المضادة ، حيث يُلغى العقل ويتكاثر الأتباع النفعيون ، ويصيب التكلس العقل الاجتماعي ، فيصبح الحمل المجتمعي ثقيل ؛لأنه اختار أن تكون الوصايه هي الحاكمة بما أنها تلبي مطالبه ، فالوصايا تعني التشريع والتنظيم وتقنين الحياة اليومية للمجتمع وتساوي الجميع في ضرورات الحياة الخمس : الدين والعقل والعرض والمال والنفس . 11/3/1433ه