عندما نستعيد الذاكرة للبيانات التي صدرت قبل سنوات ، ثم صدور البيان الأخير الذي وُقِّع من أشخاص يمثلون أنفسهم فقط ، ولا يمثلون أكثر من ثمانية عشر مليون سعودي ، نجد أن هؤلاء لهم أهداف خاصة ، وإلا لما دافعوا عمن أراد لهذه البلاد وأهلها الدمار بمخططاتهم العدوانية. وكنا نعتقد أنهم سيطالبون القضاء في السعودية بعدم شمول هؤلاء المفسدين بأي عفو في المستقبل ، ولا تخفف عنهم الأحكام التي صدرت بحقهم ؛ فالأحكام صادرة عن القضاء الذي نحتكم جميعاً بحكمه ، والبيان جاء ليطعن في الحكم أولاً ثم في القضاء ثانياً ، وكلنا يعلم قصة المخزومية التي سرقت وشفع لها أسامة بن زيد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأنكر عليه ذلك حين قال له (أتشفع في حد من حدود الله؟ وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها). إن الموقِّعين على البيان -في نظري- يُعتبرون شركاء لمن شفعوا لهم ؛ لأنهم بهذا البيان يقرونهم على ما قاموا وما اعترفوا به أمام عدد من القضاة ، حتى أن أحدهم طلب منه محاميه أن يغيّر في اعترافاته التي يصرُّ عليها لتخفيف الحكم عنه ، وأن يُقر بخطئه ، لكنه رفض. فإذا كان هؤلاء المفسدون يعترفون بمخططاتهم للإفساد في الأرض وإيقاع الفتن في بلد الحرمين الآمن -بإذن الله تعالى- فكيف يلتمس لهم أصحاب البيان العفو وإطلاق سراحهم؟! والحمد لله أننا في بلد لن يستطيع أي مرجف أن يزعزع أمنه واستقراره ، ولا أدل على ذلك من فشل أي مخطط يحاك ضد هذه البلاد من فئة باغية لا تريد لنا الخير ، ثم يأتي هؤلاء لتبرئة المذنبين والمطالبة بالإفراج عنهم! إننا نطالب الموقعين على البيان بأن يعيدوا قراءة بيانهم مرات ومرات ؛ ليكتشفوا هول ما أقدموا عليه من طعن في القضاء الذي يحكم بشريعة الله ، إلا إذا كان هدفهم القضاء على القضاء ، وهذا لن يتحقق لهم -بإذن الله تعالى- في بلد الشريعة الإسلامية. ونتمنى أن يقدموا اعتذارهم عن بيان (الفضيحة) كما وصفه سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بقوله (إنها بيانات فضيحة لا بيانات نصيحة) ، كما نتمنى أن يعودوا إلى الحق ؛ فالحق أحق أن يُتَّبع. ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).