إنَّ النَّفوس المختلَّة كثيرَا ما تُثير الفوضى ، وتدعو إليها في كلِّ شؤون الحياة ؛ فبها تستطيع النَّفاذ إلى أغراضها الدَّنيئة بما تحمله من صنوف البلبلة والشَّيطنة ، وحبائل الفرقة ، ومداخل التَّدابر. وإنَّ كثيرًا من أصحاب هذه النَّفوس أَشْبه بالنَّقلة الذين يديرون عربات البضاعة المستوردة أو كأنَّهم دواب الحمل على ظهروهم!! فبين الفينة والأخرى يعتلي بعض من يُسمَّون أنفسهم بالإصلاحيِّين زورًا وبهتاناً منابر الإعلام المتاحة ؛ نشرًا لبيانات ظاهرها بوادر الإصلاح ، وباطنها الشَّر والفساد ، سعيًا حثيثاً لتمرير الخبث والسُّوء ، كدعوةً مبطنةً لشقِّ عصا الطَّاعة ، والخروج من بين يدي الجماعة ، ولعلَّ أخر تلك البيانات الحاملة بين كلماتها دعوات السوء والخبث ما يُسمَّى ب (بيان القطيف) أو (البيان السَّبتي) وهم يحمل في سطوره كل ما يكشف عن لغة التَّحريض ، وزرع بذور الفتنة ، وما يتخللَّه من الأحكام المتعسِّفة ، والرّؤى المجحفة ، منها ما يتعلَّق بالجانب الأمني ، ومنها ما يتَّصل بالجانب القضائي والحقوقي ، ونسوا ، أو تناسوا في غمرة ما تحمله عادةً كلّ نفس ٍمريضة أنَّ هذه البلاد المباركة بما تحمله من رسالة خالدة تكتسي بحلّة الشَّريعة في كلِّ شؤونها كتابًا وسنَّةً ، وبين ظهرانيها علماء يقولون بالحقِّ ، ويدعون إلى الخير ، ويحكمها ولاة أمرٍ تدثَّروا بعباءة الإسلام مسترشدين بشريعة الله منهاجًا ودستورًا. إنَّ ما حمله بيان السُّوء والفتنة من جوانب منحرفة تطال جانب القضاء ، ورجال الأمن لا يفسر إلاَّ أنَّه بيان يستبطن بين سطوره كلّ دعوةٍ تحمل بين أكتافها إفساد هذا البناء الرَّاسخ ، كي يصبح بؤرًا للتنازع والاقتتال والطَّائفيِّة والحزبيِّة. وإنَّ ما حواه بيان السُّوء والفتنة لا يخرج من خلال سطوره المتبدّية من مداراته سوى الدَّعوة إلى الفوضى وما يتبعها من شظايا الفتنة سعيًا نحو تأخير عجلة التَّقدم والازدهار التي ترفل فيها هذه البلاد الطَّيبة منذ أن وحدَّ كيانها المغفور له الملك عبدالعزيز ، ثمَّ سار على نهجه أبناءه البررة- حفظهم الله-. وإن ما تضمنه بيان السُّوء والفتنة لجاجة خور تحاول وهي خائبة إلى نقلنا من أسوار الأمن إلى أبواب الانفلات، ومن أضواء الأنوار إلى مساكن الظَّلام ظلمات بعضها فوق بعض .. يصب إلى زعزعة الأمن والاستقرار والاستعلاء على الأنظمة والقوانين والخروج على ولي الأمر سعيًا نحو كسر تماسك هذا الوطن وتهاوي أركانه ، ويا له من من باهض سيدفعه هذا الوطن إنْ تكاثرت سموم هؤلاءِ وتعالت صوتهم.