فاز الهلال ولم يخسر لكنه برغم هذا الفوز ترك لجمهوره الكبير فرصة الحديث عن أخطاء برزت أمام القادسية فكادت أن تغير مسار تفوقه بالخمسة إلى خسارة لولا علة الحظ، تلك العلة التي لا تزال تلازم القدساويين منذ أن استهلت أقدامهم غمار الدوري. مسألة أن تكسب في شوط وتتنازل عن هذا المكسب في آخر مسألة يجب على الهلاليين التعامل معها بحزم، أما أن تمرر هذه المسألة على أنها المألوف في لعبة كرة القدم فهنا قد يجد الهلال نفسه في مستقبل الأيام أمام مأزق التنازل عن النتيجة هكذا بسهولة سواء أكان الخصم كبيراً أم سواء أكان من تلك الفرق التي تحاول أن تكسب ولو حتى بنقطة من فم العمالقة. ماذا حدث ولماذا نجح الأزرق في شوط وأخفق في آخر؟ هذا السؤال ومثيله هو المتداول بين أنصاره الذين وضعوا أياديهم على قلوبهم وهم يتعايشون مع تهاون غير مبرر من اللاعبين ومن قناعات مدرب لا أعلم حتى هذه اللحظة إلى أين يسير الهلال معه. نعم فاز الهلال بالمهم، وصحيح عاد بالنقاط ومعلوم أنه لم يخسر لكن المنطق الثابت يؤكد أن دفاعات هذا الزعيم تحتاج اليوم وليس غدا الكثير الكثير من الجهد، ففي سياق البحث عن تجانس يعيد الاستقرار لهذا الخط ها هو توماس يحاول فيما المحاولة التي توقفت على حدود حسن خيرات لا أتصور أنها القرار الكافي، بل يجب تحسين هذا الدفاع بعنصر مؤهل فنياً قبل أن يكون مؤهلا جسديا. ولكي لا أختزل فكرة المقال على جانب وأترك جانباً أقول (برافو) أيها القدساويون على هذه الروح وعلى هذا الحماس بل (برافو) على صناعة فريق متجانس لا يعرف لليأس طريقاً. القادسية فريق ممتع، أقولها ليس من باب المجاملة بقدرما أقولها من باب الإنصاف لتلك الأسماء الشابة التي بدأت في تقديم المشهد الأنيق في ميادين هذه المجنونة، فمن ياسر الشهراني إلى أن يتوقف بك النظر على نجومية الحاج بوقاش هنالك ما قد تستند عليه لتعطي قادسية الخبر بعضاً من الثناء وكثيرا من الإعجاب. هذا الفريق القادم بقوة سيكون له شأن كبير في الجولات القادمة، وإن قلت سيحدد اتجاهات البطولات المحلية فلن أخطئ طالما أنني رأيت من أقدام القدساويين ما يشبه الشباب والهلال والأهلي والاتفاق. رائع أن تستعيد الخبر فريقها، والأروع من الرائع أن تتضاعف حدة المنافسة في المنطقة الشرقية لتجمع الاتفاق والقادسية في قالب التكامل والاستقرار ووفرة المواهب والنجوم كون ذلك دعامة إضافية للتطور وللارتقاء بكرة القدم السعودية. لا جديد الليث يكشر عن أنيابه ويهزم نجران على أرضه بالأربعة. الليث الشبابي هو الآخر يسير بثبات الكبار حيث قدم لنا عبر مستوياته ونتائجه الدليل والمدلول على أنه لن يتنازل عن هرم الترتيب أو عن لقب الدوري هكذا ببساطة. الشباب هذه المرة سيعيد لعشاقه زمن المهلل والعويران وفؤاد أنور والداود وتلك القائمة التي لا تنسى ... وسلامتكم.