تتصارع الأندية الرياضية هي ومن يقوم عليها ويهتم لأمرها عند اختيار رؤسائها الجدد وإداراتها المستجدة على الكيفية التي يتم من خلالها استقطاب .. (الجيب المليان) الذي يستطيع الصرف على النادي وتلبية كافة احتياجاته الاحترافية .. وربما أكثر في عالم أصبحت تغزوه المادة ويقوم على (الإغراءات) ومن يدفع أكثر يكسب الكثير ومنه الدعم والتأثير! وحينما نتحدث عن الوحدة كفريق آلمنا هبوطه للدرجة الأولى ، ومصدر الحزن ليس كون الوحدة صاحب تأثير واضح على سلم البطولات أو المنافسة عليها وهذه حقيقة ، فتلك حقبة زمنية كان فيها الفرسان غير الآن ، ولكن كون الفريق (مجتهدا) والفريق (منتجا) للمسميات القوية من اللاعبين الدوليين وغيرهم ممن أصبحوا (سلعة مرغوبة) من الأندية الأخرى كالشمراني والموسى وهوساوي .. والقائمة تطول! ولأن بداخلي شخصيا قناعة نابعة عن إيمان وتصديق بالآية الكريمة .. (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فيجب على الوحداويين ومن يهتم بشأنهم أن يحمدوا الله كثيرا على أن سارت الأمور معهم لتلك المرحلة ، فأحيانا (المصائب) في باطنها (مكاسب) ووجود الوحدة بدوري المظاليم من شأنه بهذا التوقيت الزمني الإصلاحي (الاسترجاعي) أن يجعل من عودته مجددا لدوري الأضواء أكثر قوة وثباتا وتماسكا خاصة أن الرئيس المكلف الأستاذ الإعلامي القدير علي داود يرأس النادي حاليا ويقوم على تصريف شؤونه الإدارية ، وأنا من جهتي أشد على اليد التي اعتمدت القرار وأصدرته وأشيد بتلك الخطوة التي من شأنها انتشال النادي المكي من عثراته!! فالشخصيات الإعلامية المثقفة غالبا ما تكون منفتحة على كافة أطياف المجتمع ، وعلي داود بالذات تلك الشخصية الإعلامية البعيدة عن التصادمية والجدلية ، كما أنه يحظى بدعم واهتمام من شريحة كبيرة من الوحداويين الذين عرفوه نجما كرويا (حارس مرمى) ، ومعلقا رياضيا شهيرا كأبرز المعلقين السعوديين على الإطلاق ، بالإضافة للثقة التي حظي بها سابقا من فيصل الرياضة والشباب (يرحمه الله ووالدي) حيث عمل مديرا للمنتخب الأول. كما أنه الشخصية الإعلامية التي حظيت بثقة رجل الأعمال صالح كامل حيث عمل معه مستشارا إعلاميا ومشرفا على القنوات والبرامج والاستوديوهات التحليلية بART. كل تلك العوامل مجتمعة قادرة على تكوين شمس جديدة بسماء الإدارة الوحداوية التي عانت كثيرا من المشكلات والانقسامات والديون ، ولعل الأخيرة هي أول ما استقبل به الرئيس الجديد ، وبالطبع هي نقطة مهم حلها فرواتب اللاعبين أقل حق يمكن أن يحصلوا عليه خاصة أن منهم أصحاب مسؤولية ويعولون أسرا! بنهاية الأمر أبارك للرئيس الجديد الثقة التي حظي بها من الأمير نواف بن فيصل ، وللوحداويين نبارك روح الالتفاف والامتزاج والتركيبة الكيميائية الفكرية الثقافية الاقتصادية الإعلامية من المسميات القوية للمنظومة الإدارية الجديدة ، فنعم القرارات الابتدائية تلك التي أعلنت عنها الإدارة الجديدة ، متى تم تفعيل مبدأ الشورى والديمقراطية واعتماد القرارات الجماعية ونبذ التسلط والديكتاتورية وحب التملك الذي يجب أن يفل وينقضي مع من انقضى وولى!! والخلاصة أعتقد أن المشكلة الأساسية في وحدة مكة لم تكن متعلقة بالمال بقدر ما كانت أزمة فكر وبرمجة تواصلية ونيات .. أحسن الله نياتنا جميعا!