تابعت بأسى ماحدث في العوامية التابعة لمحافظة القطيف بالمملكة العربية السعودية ، وتلك التصرفات لاتليق بمواطنين ينتمون لهذا الكيان والنسيج الرائع الذين يتشكل منه مجتمعنا مذهبياً وقبلياً وثقافياً ، وخلصت إلى أنه من الواجب على الفاعلين من إخواننا الشيعة الدفاع عن بلادنا ، وعن أمنها واستقرارها ، واستنكار ماحدث علانية وصراحة ، أسوة بأي مواطن شريف يتسامى على مايدور على ألسنة المتطرفين والمتعصبين من هذا الفريق أو ذاك. أما مسألة تحديد الولاء للوطن أم لتلك الدولة لن أسميها ، فهذا من الشفافية ويُحسب لوزارة الداخلية ، لأن الأمر لم يعد سراً أو يمكن السكوت عنه بعد أن وصل الأمر إلى هذه المرحلة من التعدي على الأمن العام والسلم الأهلي ، وأنه على العقلاء أن يلجموا مثل هذه الأفعال الصبيانية ، والتي لاتليق بأهل العوامية وغيرها كوسيلة للمطالبة بالحقوق التي يشاركهم فيها الجميع ، من حيث أن تلك الأعمال الصبيانية لم تكن لهدف نبيل بل وسيلة غير شريفة في حق الوطن وأهله. وأكتفي بالإشارة إلى أن لكل مواطن في أي مكان من بلادنا مطالب ، منها الخاص ، ومنها مايتقاطع مع الصالح العام ، وبالتالي يجب معالجة الأخطاء والتقصير في تفعيل الأنظمة في أسرع وقت ، وأنه على الجميع سلوك جميع الطرق التي كفلها النظام للمطالبة بها ، والبعد عن تلك الأساليب المستفزة وتصويرها على نحو مذهبي أو قبلي أو عائلي ، فذلك ليس في صالح الجميع ، وعدم مجاراة من يحسبون أنهم ينتصرون للإسلام من خلال التعصب المذهبي ، فالإسلام لم يقم على ذلك ، إن كانوا يعلمون ، والله المستعان. همسة : من الشيعة في بلادنا ومن الجنسين مواطنون شرفاء يعملون في شتى المجالات ، منهم من تسنّم أعلى المناصب القيادية من المعالي إلى السفراء ، ومنهم التجار ، ومنهم يدير البنوك وفي كبريات الشركات ، ومنهم الأطباء ، والمهندسون ، والفنانون من التمثيل إلى الغناء والرسم ، ومنهم النابهون في الأدب والثقافة ، حتى في مجال الرياضة قدموا مواهبهم خدمة للمنجز الرياضي في المملكة ، فلماذا يريد البعض تشويه تلك الصورة المشرفة للجميع؟!