سؤال وجيه أثاره أحد الأعضاء الشوريين عن سبب غياب الموظف السعودي في ممثلياتنا بالخارج بصورة واضحة ؟ وأقصد لماذا تكون النسبة متدنية ، يعني مثلا 1 مواطن و 5 غير مواطنين ؟ وبعض غير المواطنين من جنسيات أخرى غير جنسيات البلد المستضيف! هل هي الكفاءة أم الخبرة أم اللغة ؟ قد تكون لوزارة الخارجية أسباب ، وعضو الشورى لها يلوم! لكن على كل حال لا بد من توضيح الأسباب ثم البدء في وضع الحلول. وما ينطبق على الممثليات الدبلوماسية ينطبق كذلك على كثير من الملحقيات الأخرى المرتبطة بوزارات أخرى مثل العسكرية والتجارية والثقافية والإعلامية وغيرها ، ولا ننسى بطبيعة الحال مكاتب الخطوط السعودية الناقل الجوي الموجود في عواصم ومدن كثيرة ، ويوظف المئات في الخارج. علة التكلفة المالية قد تكون حاضرة بقوة ، لكن وهجها ضعف مع الطفرة الاقتصادية الهائلة التي تعيشها المملكة منذ سنوات ولا تزال ، وستستمر إن شاء الله تعالى. ثم إن ثمة دولاً أخرى تحسب للقرش ألف حساب كانت ولا تزال تستعين بأبنائها و (بناتها) على الدوام ، وانظروا تحديداً للممثليات الأوروبية لدينا على تعدد دولها وثقافاتها ومعاناتها من خلل في ميزانياتها ، ومع ذلك فأبناؤها وبناتها هم من يديرون شؤونها في كل إداراتها. سؤال العضو الشوري هو جزء من حملة المساهمة في المعركة ضد البطالة ، وهي معركة لا شك مهمة وشريفة وعادلة. وخسارتنا لهذه المعركة تعني خسارتنا للحرب على جبهات كثيرة أخرى تمس أمن الوطن وسِلمه ورفاهيته. سؤال متشعب ومتعدد ومهم جداً ، ولذلك تتناوله باستمرار الأعمال الفنية الجميلة التي يخرجها شباب سعوديون رائعون ، وينشرونه عبر الفضائية الإليكترونية (يوتيوب). ولعل آخرها ما تعرض لاستئثار فئة وافدة معينة على قطاع الدعاية والإعلان الذي يُقدّر بمليارات الريالات ، مع أن نسبة اليد الوطنية العاملة فيه لا تزيد عن 10% وبرواتب تقل كثيراً عن رواتب أمثالهم من الفئة إياها ، التي يعلمها الجميع .. الرسمي وغير الرسمي والتاجر وغير التاجر. ما أطول هذه المعارك ، وما أعتى المصطفين على الجانب الآخر من أصحاب المصالح الخاصة.