للزهور جمالها ورونقها وأثرها الجميل في النفوس ، تَسُرُّ العيون بألوانها ، وتنعش النفوس بأشذائها ، وتشرح الصدور بتناسقها العجيب. الزّهور من أجمل مظاهر الحياة ، وأبهاها ، وأعظمها أثراً في قلوب الناس ، فما من زهرة تقف على ساقها إلا ولها لغة خاصة من الأثر الجميل في قلب مَنْ يراها ، وإني لأظنُّ أنَّ حُبَّ الزهور ، والإعجاب بها مما لا يختلف عليه أحدٌ من بني البشر مهما كانت معادنهم وطباعهم. الزّهور نعمة من نِعَم الله التي بثَّها في هذا الكون الفسيح ، وصورة من صور الجمال التي نشرها -سبحانه وتعالى- على وجه هذه الأرض ولوحة من لوحات الطبيعة التي أوجدها -عز وجل- حاملة أجمل الألوان وأزهاها. خطر ببالي هذا المعنى الجميل للزهور وأنا أرى زهورنا البشرية تنتشر في شوارعنا متجهةً إلى رياض العلم والتربية في مدارسنا ، لقد كانت صورةً بديعة توقَّفْتُ أمامها في حالة من التأثر والإعجاب مردداً بملء جوانحي قبل فمي (ما شاء الله تبارك الله). أطفال في أعمار الزهور من أبنائنا وبناتنا يحملون حقائبهم الصغيرة بألوانها البديعة ، ويعزفون أوتار خطاهم البريئة ، بأجمل ألحانٍ تعزفها أقدام على الطريق ، وينشرون أشذاء ابتساماتهم الحبيبة في أجواء ذلك الصباح الجميل ، فتتحوَّل الطرقات وأفنية المدارس إلى مهرجان للزهور تتضاءل أمامه مهرجانات الزهور التي تقام هنا وهناك. زهور بعثتْ بها بيوتها - وهي عزيزة علينا - إلى المدارس رغبةً في تحصيل العلم والمعرفة ، وإضافة جوانبَ جديدة للتوجيه والتربية ، زهور نبتتْ في قلوبنا ، وامتدت خيوطها الجميلة في رياض مشاعرنا ، وتفتحتْ ورودها في أجواء بيوتنا المفعمة بالحب والحنان ، ثم دفعنا بها إلى المدارس وكلنا ثقة فيما ستلقاه فيها من رعاية وتربية وتعليم وتوجيه ، ولولا هذه الثقة لما سمحنا لأنفسنا أن نلقي بفلذات أكبادنا بين أيدي المعلمين والمعلمات. ردَّدْتُ وأنا أعيش هذه الأجواء (اللهم احفظ زهورنا) وشعرت - حينها - بالمسؤولية العظيمة التي تحملها وزارات التربية والتعليم في العالم ، والمسؤولية الأعظم التي يحملها المعلمون والمعلمات ، والمسؤولون وفي المدارس ومراكز التعليم ، كما شعرت بالمسؤولية الأعظم التي يحملها الوطن كلُّه في رعاية هذه الزهور ، وسقايتها بالماء الصافي الذي لا تخالطه الأكدار. ملايين الأزهار تخرجها بيوتنا إلى المدارس ، وهي تنتظر أن تجد في كل مدرسة من العناية والرعاية والاهتمام ما يحقق أحلامنا جميعاً في أنْ تنمو أزهارنا أحسن النموِّ ، فتزداد بذلك جمالاً وبهاءً ، وقوَّةً تواجه بها ما قد يَهُبُّ عليها من أعاصير الحياة. اللهم احفظ زهورنا من كلِّ قسوة وتعنُّت ، ومن كلِّ جَفْوة وسوء تعامل ، ومن كل ثقافة ضالة أو فكر منحرف. اللهم زِدْ خَيْمة الأمن والإيمان التي تظلَّل زهورنا ومنابعها ومنابتها ، ثباتاً وقوَّة في وجوه الفتن والأحداث ، واحفظ زهورَ المسلمين في كل مكان من جوائح الطغاة ، وجرائم الباغين ، وعنف الظالمين ، يارب العالمين. إشارة: نِعَمُ الإلهِ على العبادِ كثيرَةٌ=وأجلُّهنَّ نِجَابةُ الأولاد